خسرت شركة ميرك الأميركية للأدوية الفصل الأول من الدعوى المقامة ضدها في قضية دواء فيوكس الشهير الذي تنتجه. وحكمت محكمة اميركية لصالح ارملة روبرت ارنست الذي توفي بشكل عنيف عام 2001 بعد مثابرة دامت 6 شهور على اخذ فيوكس ، وهو دواء مضاد للإلتهابات سحب من التداول بعد 3 سنوات من الحادثة، بعد ان ثبت انه يزيد احتمال حصول حوادث في شرايين القلب اذا استعمل لمدة طويلة. وقد غرمت المحكمة المجموعة الأميركية بدفع مبلغ 24 مليون دولار تعويضات و229 مليون"رسوم قصاص". لكن قرار ميرك استئناف الحكم قد يرجىء القضية سنوات عدة. وألحق الحكم خسائر فادحة بسهم ميرك في البورصة ليخسر 7.7 في المئة من قيمته في وول ستريت. وتعتبر هذه القضية الأولى التي تعطي نتيجة من اصل 4200 دعوى اقيمت في الولاياتالمتحدة وحدها. ذلك انه يعتقد ان الشركة الأميركية اخفت عمداً مخاطر استعمال منتجها، مما قد يعرضها لإجرءات جزائية في استراليا واوروبا وكندا. ومن المعروف ان الدواء المذكور جرى تسويقه في 80 بلداً، كما وصف لنحو 84 مليون مريض. وتؤكد وكالة الدواء الأميركية انه قتل في الولاياتالمتحدة وحدها ما يقارب 28 ألف شخص. ويؤكد الأخصائيون ان المجموعة الأميركية قد تغرم ما بين 5 و30 بليون دولار، في مواجهتها الدعاوى التي قد تقام ضدها في المستقبل. ومهما جاءت النتائج، فإن ميرك لن تنهض بسهولة من كبوتها بعد هذه الصدمة، خصوصاً ان سحب فيوكس من الأسواق2.5 بليون دولار في 2003، اضعف رسملتها في البورصة في شكل عنيف30 بليون دولار، وان الترخيص لدوائها الآخر، زولكور، المضاد للكوليستيرول، انتهت مدته في اوروبا، وتنتهي في الولاياتالمتحدة السنة المقبلة، علماً انها باعت منه بنحو 5.2 بليون دولار في 2004. ويجمع المراقبون على ان صناعة الأدوية تمر في مراحل تجعلها عرضة لشكوك جدية لن تكون في صالحها وقد يلزمها وقت طويل لإعادة تلميع صورتها.