منذ بدء مسيرتها الفنية في التسعينات، حددت المطربة نجوى كرم لوناً غنائياً ثابتاً لهذه المسيرة. رفعت كرم لواء الأغنية اللبنانية، خصوصاً إنها تخرجت من برنامج"ليالي لبنان"حاملة الميدالية الذهبية عن فئة الغناء البلدي. وهكذا، بدأ اسم نجوى كرم يلمع في سماء الأغنية اللبنانية ومع"أنا ما فيّ"انطلق ذلك الاسم عربياً في شكل سريع ولافت. أحب الجمهور العربي اللون الذي قدمته، ما أمّن لها نجاحاً كبيراً في أهم المهرجانات الغنائية التي شاركت فيها مثل جرش وقرطاج. منذ البداية أيضاً اختارت المطربة كرم لغة التحدي مع الرجل. لكنها اليوم غيّرت ذلك النهج:"في الماضي كنت أتحدى الرجل بحب، أما اليوم فبت أحبّ بتحد". في السابق، كانت كرم تغني"أنت تحديت وأنا قبلت التحدي". أما اليوم، وبعد 16 عاماً على بدء مسيرتها الغنائية، أصبحت تغني"بحبك ولع"... والولع هو أعنف درجات الغرام، أي مغرومة بالحبيب إلى درجة الجنون. عودة حميدة هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها كرم هذا اللون، ففي ألبوم"مغرومة"، قدمت أعمالاً مليئة بالعشق والغرام. وفي ذلك الوقت فوجئ الجمهور باختياراتها الغنائية. إلا إنها تابعت في هذا السياق وقدمت بعد ذلك البوم"روح روحي"المليء بالأحاسيس الصادقة تلاه"عيون قلبي"و"سحرني"وصولاً إلى أغنيتها الجديدة"بحبك ولع"التي صدرت أخيراً وصوّرتها كرم تحت إدارة المخرج سليم الترك في أول تعاون بينهما، استعداداً لطرح ألبومها الجديد في عيد الفطر المقبل. في هذه الأغنية، تعود كرم إلى عماد شمس الدين الذي شكل ثنائياً مع نجوى كرم طوال السنوات العشر الأخيرة، أنتج أجمل وانجح الأغاني. إلا أن ابتعاداً حصل في السنتين الأخيرتين لاختلاف في وجهات النظر، حسبما صرح به الطرفين، إلا انهما عادا والتقيا هذه السنة وهذا اللقاء أنجز أربع أغنيات جديدة بين كرم وشمس الدين ومنها"بحبك ولع"التي تندرج في سياق اللون الغنائي الذي يقدمه هذا الثنائي. اعتبر بعضهم أن الأغنية تتضمن روح كرم القديم، وشبهها بعضهم بروح كرم السابق مثل أغنية"الغربال"إلا أن ما ميّز"بحبك ولع"كان أداؤها الصادق وإحساسها العالي... نجوى كرم تطل على جمهورها بجديد يحنّ إلى القديم. وفي حين تدور تساؤلات كثيرة حول مستقبل الأغنية اللبنانية، تبقى شمس الغنية رمزاً من رموز الفن الغنائي اللبناني، ومطربة حقيقية رسمت خطاً واضحاً من الصعب أن يزول مع مرور الوقت.