المطرب الكويتي نبيل شعيل صوت مختلف وشكل مختلف في الساحة الفنية العربية. وينبع تميز شعيل الأساسي من قدرته على أداء الألوان كلها بنجاح وعدم حصر نفسه في اللون الخليجي. وشعيل الذي يحضر لألبومه الجديد يطرح في هذا الحوار الذي أجرته معه "الحياة" آراء جديرة بالاهتمام في ما يخص الأغنية الخليجية وتجربته مع الأغنية اللبنانية والدور المتزايد للفيديو كليب على ضوء مشاركته مجدداً في نيسان ابريل المقبل ب"المهرجان الثاني للأغنية المصورة" الذي تنظمه شركة "فير - أند - أفير". وهنا الحوار: نلاحظ ازدهار الأغنية الخليجية وانتشارها في العالم العربي، إلام تعزو هذا الازدهار، هل الى إيقاعاتها السريعة الحارة، أم الى انتشار الفضائيات أم ماذا؟ - هذه العناصر كلها تلعب دوراً أساسياً في انتشار الأغنية الخليجية، ونضيف اليها عنصراً رئيسياً يتمثل بالكلمة. لا تزال الأغنية الخليجية تحافظ على الكلمة والمعنى. فالكلمة واضحة وسهلة لا تتضمن ألغازاً ورموزاً، تصل الى المتلقي بسهولة ويسر. وأهل الجزيرة العربية معروفون بولعهم الشديد بالشعر وهم مصدره ومنبعه. والأمر معروف عنهم منذ القدم، الى ذلك تتميز إيقاعاتهم عن سواهم، وجاءت الفضائيات لتساعد بقوة في انتشار هذه الأغنية. هل تتوقع أن تطغى الأغنية الخليجية على الأغنية المصرية التي ملكت الساحة الغنائية طيلة الأعوام السابقة، فنعيش عصر الأغنية الخليجية مثلاً؟ - لا أتوقع ذلك ولا أحبذه. من الجميل أن تكون الساحة العربية مملوءة بالألوان الغنائية المختلفة. وأشير الى أن الأغنية ليست كلمة فقط، بل هي لحن وصوت. وهل نستطيع أن نغفل خصوصية الأغنية اللبنانية؟ وهل يمكننا أن نتجاهل تجربة المطربة فيروز مع ابنها العبقري زياد؟ أنا مثلا غنيت الكلمة الكويتية بلحن شرقي ونجحت والحمد لله في "ما أروعك" و"طبعاً غير". وغنيت اللون اللبناني بلهجة بيضاء في أغنية "مسك الختام"، وهي حققت انتشاراً واسعاً أسعدني كثيراً. لكن لا شك أن الأغنية الخليجية أصبحت منافسة خطيرة وهذا أمر يسعدني كفنان كويتي خليجي. أنت المطرب الكويتي غزوت الساحتين المصرية والعربية بعد أدائك أغنية "عينك على مين"، في اللهجة المصرية، كيف تقوم هذه التجربة؟ - للتوضيح فقط أقول ان الجمهور العربي والمصري بدأ يعرفني منذ الأغنية الأولى التي أطلقتها وهي "سكة سفر". ثم جاءت تجربة "عينك على مين" لترسخ قواعدي. أما تقويمي للتجربة فعبر الجمهور الذي جاء حكمه لمصلحتي، وأنا سعيد جداً به. ما رأيك في بعض المطربين الخليجيين الذين يرفضون الغناء بلهجات أخرى خوفاً من الإساءة اليها وفي مقدمهم الفنانة أحلام؟ - لا يقتصر الأمر على الفنانة أحلام، فهناك مثلاً الفنانة اللبنانية نجوى كرم التي تتبنى الموقف عينه. ولكل فنان رأيه وقناعاته وهو حر فيها. لكن، ثمة عدد كبير من المطربين الذين غنوا بغير لهجتهم ونجحوا. ويأتي في مقدمتهم العندليب الراحل عبدالحليم حافظ الذي غنى 3 أغنيات كويتية لهجة ولحناً وحصد نجاحاً كبيراً. كيف تصف الأغنية اللبنانية بعد أدائك اياها؟ وهل من صعوبات واجهتك مع أداء اللون اللبناني وهل أنت مستعد لتكرار هذه التجربة؟ - الفن لا وطن له، ولعلمك أنني أديت أغنية وطنية بالفرنسية والإنكليزية أيضاً، والكويت بلد منفتح بثقافته. ومثلما تربينا على اللون اللبناني وصوت فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين، طربنا للون اليمني وكذلك نشأنا على فنوننا الكويتية والخليجية. في الواقع انني لم أجد صعوبة كبرى في أداء الأغنية اللبنانية بلهجة بيضاء، وأنا مستعد لتكرار التجربة إذا وجدت ما يلائمني وبما أشعر به مثلما شعرت مع أغنية "حبك حبيبي مسك الختام". سيقام في نيسان ابريل المقبل المهرجان الثاني ل"الفيديو كليب" في العاصمة اللبنانية ما رأيك في هذا النوع من المهرجانات؟ - أعتقد أنها فكرة رائعة، ذلك أن الجهد المبذول في إخراج "الفيديو كليب" يعادل أحياناً الجهد في إخراج فيلم سينمائي، فلماذا لا يتم تقويمه على هذا الأساس، وبخاصة أن كثيراً من أغنيات "الفيديو كليب" تحتوي فكرة وفيها الكثير من التقنيات الحديثة وأصبح وجودها ضرورياً. وأصبح الفيديو كليب "الضلع" الرابع في أهمية الاغنية بعد الكلمة واللحن والصوت. الى ذلك هناك فرصة للقاء المخرجين والمطربين ببعضهم بعضاً وأتمنى أن تتم دعوة الملحنين أيضاً والشعراء لتتوسع حلقة التعارف بغية تبادل الأفكار والآراء. الى أي حد يساهم هذا المهرجان في تطوير الأغنية العربية برأيك؟ - أعتقد أن كل مهرجان يحتشد فيه أهل الصنعة يخلق جواً من التنافس يسهم في تطوير الأغنية وتقدّمها.