حض الرئيس العراقي جلال طالباني على تشكيل"حكومة عراقية ائتلافية تمثل جميع مكونات الشعب العراقي من عرب سنة وشيعة واكراد"وغيرهم. وقال، في مؤتمر صحافي، ان"العراق لا يمكن ان يدار بأقلية او اكثرية". واعرب عن الامل بأن"تعمل الحكومة العراقية المقبلة على محاربة الارهاب وتعزيز الأمن والاستقرار وتسعى الى تعزيز التطور الاقتصادي والاعمار والازدهار". وقلل طالباني من الاعتراضات بشأن النتائج الاولية للانتخابات التشريعية في العراق والتي اشارت الى تقدم قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية، وقال:"هناك اعتراضات منطقية وأخرى غير منطقية". واضاف"انا لا استطيع ان اشكك في عمل المفوضية واكون حكماً. فالامر يرجع للمفوضية في ان تقرر مصير الشكاوى والطعون". ولفت الرئيس العراقي الى ان الانتخابات التشريعية"عززت مكانة العراق وبينت للعالم ان العراق شعب حضاري ممكن ان يمارس الديمقراطية". وعما اذا كان مرشحاً لمنصب رئيس البلاد، قال طالباني ان"هذا الامر عائد الى قائمة التحالف الكردستاني"التي ينتمي اليها، واعرب عن الامل في ان"يتم توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية". من جهة أخرى، دعا رئيس"القائمة العراقية الوطنية"رئيس الوزراء السابق أياد علاوي رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إلى عدم الاستعجال في التحالف مع قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية كما حصل في الانتخابات السابقة. ولمح علاوي في رسالة بعث بها الى بارزاني، نشر مضمونها أمس، الى إمكان تشكيل تحالف حكومي بين قائمته والتحالف الكردستاني وجبهة التوافق الوطني السنية. وكان بارزاني أعلن قبل يومين من الانتخابات"لم نكن مرتاحين مع هذا التحالف الائتلاف الموحد لعدم التزامهم بالبروتوكول القائم بيننا. لكن هذا لا يعني اننا سنلغي هذا التحالف بل سنعمل على توسيعه". وقال المحلل السياسي الكردي عبد الغني علي يحيى انه لم يكن هناك اي تحالف بين اللائحتين موضحاً ان"كل ما كان موجوداً بين القائمتين هو انهم اجتمعوا على التوافق وليس على التحالف". واستبعد ان"تدخل القائمتان الكردية والشيعية في تحالف مستقبلا"، مشيراً الى ان سبب ذلك هو وجود"هوة شاسعة بين توجهات القائمتين لا سيما في ما يتعلق بقضية كركوك وتطبيق المادة 58 من قانون ادارة الدولة العراقية الموقت". وتنص هذه المادة على تطبيع الاوضاع في هذه المدينة الغنية بالنفط التي يعيش فيها اكراد وعرب وتركمان. ويسعى الاكراد الى الحاق المدينة بإقليم كردستان الذي يتألف من ثلاث محافظات دهوك واربيل والسليمانية تتمتع بحكم ذاتي فعلي منذ 1991. ويؤكد سامي شورش، وزير الثقافة في حكومة الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ان"الاكراد سيتحالفون مع الجهة التي تؤمن بحقوق الشعب الكردي في اطار عراق فيديرالي موحد وازالة آثار التعريب في كركوك والمناطق الكردية الاخرى واحترام خصوصية منطقة كردستان". من جانبه، قال عدنان المفتي، رئيس المجلس الوطني لكردستان العراق، انه"يجب وضع برنامج سياسي مع الجهة التي سنتحالف معها قبل تشكيل الحكومة المقبلة". واضاف ان"التحالف ينبغي ان يكون شاملاً يمثل جميع الكيانات السياسية الكبيرة التي تفوز بمقاعد في مجلس النواب". واكد المفتي، القيادي في"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة طالباني"بإمكان اي كيان يحصل على الغالبية المطلقة ان يشكل حكومة، لكن هذه الحكومة لن تستطيع تحقيق اهداف الشعب العراقي وبناء العراق الجديد من دون تعاون الآخرين". واوضح ان"كل كيان، وخصوصاً الكيانات الكبيرة، يمثل واقعاً متميزاً عن الآخر لانه لا يمكن لأي غالبية ان تمثل الاقلية، ولا أن تدعي انها تمثل الشعب العراقي من دون الاستماع الى رأي الاقلية". وتابع ان"العرب لا يمكنهم تمثيل الاكراد ولا يمكن للأكراد ايضاً تمثيل العرب، وكذلك الحال بالنسبة للتركمان والايزديين والمسيحيين".