كشف تقرير صحافي بريطاني أمس، أن شرطة البصرة التي دربتها بريطانيا عذّبت مدنيين عراقيين اثنين على الأقل حتى الموت بمثقب كهربائي، في حين تظاهر حوالي مئتي عراقي وسط بغداد أمس، احتجاجاً على سوء معاملة 173 معتقلاً في ملجأ الجادرية التابع لوزارة الداخلية العراقية. ورفع متظاهرون تجمعوا أمام مقر"مجلس الحوار الوطني"سني بزعامة خلف العليان صوراً لمعتقلين وأعلاماً عراقية، إضافة الى لافتات كتب عليها"نطالب بإطلاق المعتقلين من سجون وزارة الداخلية"و"نطالب برحيل قوات الاحتلال من العراق"و"نطالب بإقالة وزيري الدفاع سعدون الدليمي والداخلية بيان باقر جبر صولاغ". وقال أحد المتظاهرين نزار ممدوح 40 عاماً إن"هذه التظاهرة استنكار لممارسات العنف ضد المدنيين، واستنكار وإدانة لانتهاكات أجهزة الدولة لحقوق الانسان في السجون". كما تظاهر عشرات العراقيين المؤيدين ل"حركة الوفاق الوطني العراقي"بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي في ساحة الفردوس وسط بغداد للاحتجاج على أعمال التعذيب التي مورست في حق معتقلين بملجأ الجادرية. ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها"نطالب باقالة الحكومة العراقية اذا لم تستجب لمطالب الشعب"و"نستنكر أعمال التعذيب"وهم يهتفون بشعارات مؤيدة ل"علاوي". الى ذلك، نقلت صحيفة"إندبندانت أون صنداي"عن وزير الدفاع البريطاني جون ريد اعترافه"بأنه على علم بمزاعم عن وقوع حالات وفاة وانتهاكات خطيرة أخرى في مخفر شرطة مدينة البصرة الذي أعادت بريطانيا افتتاحه بعد الحرب". ونقلت عن ريد قوله:"نتعامل مع تلك المزاعم بمنتهى الجدية ومارسنا ضغوطاً قوية على السلطات العراقية للتحقيق واتخاذ اجراءات مناسبة في حق المخالفين". وزادت الصحيفة أن شرطة البصرة التي جندتها بريطانيا من الميليشيات المسلحة"يُعتقد بأنها عذبت مدنيين حتى الموت وعُثر على جثتيهما وعليهما آثار ثقوب"، مشيرة الى أن السلطات العراقية بمدينة البصرة"فشلت حتى في فتح تحقيق حول قيام الشرطة المحلية بتعذيب وقتل مدنيين". في موازة ذلك، أفادت صحيفة"سكوتلند أون صنداي"أن قادة القوات البريطانية في العراق"يحققون الآن في مزاعم تنامي حرب قذرة بين الفصائل العراقية تجري تحت أنوفهم وسط تزايد المزاعم بأن المسلمين السنة يعانون من عمليات التعذيب والقتل الممنهجة على أيدي السلطات المحلية في جنوبالعراق". وأكدت الصحيفة أن أوامر صدرت للقوات البريطانية بشن حملة سرية لمنع إراقة الدم بين السنة والشيعة ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها، ووقف انجرار البلاد نحو حرب أهلية شاملة.