تناولت صحيفة"إنترناشونال هيرالد تريبيون"دارسة صادرة عن شركة"إي سي نيسلن"للأبحاث، أظهرت ان"نحو 10 في المئة من سكان العالم أي أكثر من 627 مليون شخص استخدموا الإنترنت مرة واحدة على الأقل لشراء البضائع. وأجرت"إي سي نيسلن"الدراسة في أيار مايو الماضي، شملت توجيه الأسئلة بواسطة الإنترنت إلى 21.100 شخص، توزعوا على 38 سوق في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وجنوب أفريقيا. وسُئل الأفراد الذين شملتهم الدراسة عن"خبرتهم في التسوق الإلكتروني ووسائل الدفع التي اعتمدوها ومشترياتهم المفضلة". واتضح في الدراسة ان"أعلى نسبة متسوقين بواسطة الإنترنت كانت من ألمانيا والنمسا وبريطانيا، حيث أشترى نحو 95 في المئة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة بضائع بواسطة الإنترنت، في حين حلت الولاياتالمتحدة في المرتبة 11، حيث أجاب 89 في المئة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع انهم تسوقوا بواسطة الإنترنت. ونسب العضو المنتدب في"إي سي نيسلن - أوروبا"المسؤول عن الأبحاث الاستهلاكية، بهاواني سينغ، سبب تفوق الأوروبيين على الأميركيين في التسوق الإلكتروني إلى كون"المستهلكين الأميركيين معتادين أكثر على ثقافة التسوق في المتاجر الكبرى الپ"مول" مقارنة بنظرائهم الأوروبيين، حيث ثقافة متاجر التجزئة المتبعة تجعل الشراء منها أصعب في أوروبا". كما أظهرت الدراسة ان"ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت لا يعني بالضرورة كثافة في التسوق من خلاله، إذ ان معدلات التسوق شهرياً في سنغافورة وتايوان والصين، ضاهت تلك في كوريا الجنوبية على رغم أنها تملك أحد أعلى معدلات استخدام الإنترنت عالميا"ً. وأشار سينغ ان"الكتب والپ"دي في دي"حلّت في رأس القائمة من حيث كمية وقيمة المشتريات الإلكترونية". وأوضح ان اليافعين فضلوا شراء ألعاب الفيديو والپ"دي في دي"أكثر من الكتب. كما أشار الى ان مشتريات الموسيقى، باتت تتحول من شراء"الأقراص المدمّجة"إلى تنزيل الأغاني بواسطة تقنية"إم بي- 3". أما المنتج الذي حل في المرتبة الأولى فاختلف بين البلدان، إذ حلّت الكتب في المرتبة الأولى في كل من الصينوكوريا الجنوبية، في حين حلت بطاقات السفر في المرتبة الأولى لدى الماليزيين والأستراليين والسنغافوريين. أما أكثر وسائل الدفع بواسطة الإنترنت رواجاً، فكانت بطاقات الائتمان والحوالات المصرفية، يليها"النقد لدى الاستلام"في أوروبا،"وحل النقد لدى الاستلام"في المرتبة الأولى في الصين، تليه الحوالات المصرفية. واستنتج سينغ قائلاً ان"الدراسة أرادت معرفة مدى ازدياد أهمية الإنترنت خارج نطاق تبادل المعلومات، فجاءت نتائجها مفاجئة، إذ أظهرت أن الإنترنت أصبح وسيلة تجارية أهم من المتوقع". وأضاف شينغ أنه"من الواضح ان شركات التسويق ومحلات التجزئة لا تستفيد منها جيداً بعد"، وحذر من ان"متجراً صغيراً إلكترونياً قد يتخطى متجر تجزئة تقليدياً ضخماً، من خلال توفيره عروضاً لمنتجات مماثلة أو أفضل بواسطة الإنترنت، علماً ان المتسوقين الجدد أصبحوا يملكون معلومات أكثر وأوضح من الماضي".