أكد حلف شمال الأطلسي غداة إعلان الرئيس جورج بوش"أجندة عبر الأطلسي"المشتركة مع أوروبا في شأن السلام والديموقراطية في منطقة الشرق الأوسط، استعداده المساهمة في تنفيذ الجوانب السياسية والأمنية لدعم التغيير والإصلاح في المنطقة. وأعلن الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر في افتتاح القمة الأطلسية أمس، أن التطور الإيجابي الذي تحقق أخيراً في منطقة الشرق الأوسط يمثل حافزاً إضافياً للسياسة التي يتبعها الحلف في المنطقة. وأكد اقتناع الحلف بقدرته على المساهمة في إرساء الاستقرار الحقيقي في الشرق الأوسط. وتتمثل سياسة الحلف في مبادرة الحوار الجاري مع إسرائيل وستة بلدان عربية متوسطية، والتعاون القائم بين الحلف ودول الخليج العربية التي كانت عرضتها قمة الأطلسي في اسطنبول في منتصف العام الماضي. ويتسع دور الحلف الأطلسي من حدود حوار الثقة والتعاون مع بلدان المغرب العربي، غرباً، حتى إنجاز مهمات تأمين الوضع في أفغانستان شرقاً مروراً بالعراق حيث يشرف على تدريب ضباط قوات الأمن، والمساعدة في تمويل جهود الحلف. وأوضح الأمين العام شيفر في حضور الرئيس بوش ورؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء ظهر أمس في بروكسيل، أن العمليات التي يقوم بها الحلف في المنطقة الممتدة من مضيق جبل طارق حتى أفغانستان، تدعم القيم المشتركة وتؤمن الدفاع عن سكان بلدان الحلف وترابها وتحميها من أخطار الأمن المحدقة اليوم: الإرهاب والدول الضعيفة الفاشلة وانتشار أسلحة الدمار الشامل. ورد بوش بالقول إن قيام الحلف بتدريب قوات أمن عراقية هو أمر"مهم". وقال إن"الولاياتالمتحدة ممتنة لهذه المساهمات". وقالت مصادر ديبلوماسية أن اجتماع الرئيس بوش مع الحلفاء"يتوج الجهود التي بذلت في الفترة السابقة من اجل تحقيق وفاق حول العراق وطي خلافات العامين الماضيين والجدل الذي أثاره موضوع تدريب القوات العراقية"، في حين أكد الممثل الأعلى للاتحاد خافيير سولانا وجود"وحدة حقيقية للمرة الأولى حول العراق". وفي بادرة أكدت أكتمال الأدوار، أقرت بلدان الاتحاد في اجتماع وزراء الخارجية أول من أمس خطة لتدريب 700 من أعوان الأمن العراقيين داخل العراق، وذلك في الأكاديميات الأمنية للبلدان الأعضاء والدول المجاورة للعراق. وبدورها، أعلنت المفوضية خطة بقيمة 300 مليون دولار في العام الجاري لتمويل إعادة بناء مؤسسات الدولة العراقية والمجتمع المدني. سورية وطغت على اجتماعات الرئيس بوش مع القادة الأوروبيين قضايا نقص الديموقراطية في المنطقة العربية والتوتر المتزايد في لبنان والأزمة الغربية مع إيران وحظوظ تقدم المسيرة السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وضم الاتحاد الأوروبي صوته إلى فرنساوالولاياتالمتحدة في الدعوة إلى"إجراء تحقيق دولي بإشراف الأممالمتحدة في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وفي بيان مشترك أصدره البيت الأبيض، وتلا المحادثات الثنائية للرئيس بوش مع نظيره الفرنسي جاك شيراك في مقر سفير الولاياتالمتحدة في بروكسيل ليل الاثنين -الثلثاء، أعلن الجانبان أن"الولاياتالمتحدةوفرنسا والاتحاد الأوروبي والأسرة الدولية تشجب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وتساند تولي الأممالمتحدة مهمة التحقيق في العمل الإرهابي، وتدعو كل الأطراف إلى التعاون مع المحققين من أجل تحديد المسؤولين عن ارتكابه". وطالب البيان بتنفيذ القرار الدولي رقم 1559 بكل جوانبه من أجل تحقيق هدف جعل لبنان بلداً"ديموقراطياً ومستقلاً". وكانت سورية والاتحاد أنهيا مفاوضات اتفاق الشراكة الأوروبية - المتوسطية، والذي وقع بالأحرف الأولى في بروكسيل في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، في حضور وزير الخارجية السوري فاروق الشرع. لكن المصادر الرسمية تستبعد توقيع الاتفاق على المستوى الوزاري في ظل الظروف الراهنة.