اختتم منتدى جدة الاقتصادي أمس فاعلياته وكعادته السنوية من"دون توصيات". وشهد المنتدى بعض التناقضات والارتباك خلال أيامه الثلاثة، منها تقديم موعد جلسة ألامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وحجب جلسة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت عن النقل التلفزيوني وشاشات المنتدى، واعتذار الرئيس السنغالي عن عدم المشاركة وضعف مشاركة المرأة السعودية. ثلاثون"وصفة"اقتصادية بلورها سياسيون ورجال مال وأعمال، اجتمعوا لتقديم"عصارة تجاربهم"، بين يدي 2500 من السعوديين العاملين في قطاع التجارة والإدارة والتنمية البشرية. وطوى"منتدى جدة الاقتصادي"ثلاثة أيام من"الشحن الذهني"والتفاعل الحي، وبقي سؤال عن تحول تلك التجارب إلى الواقع السعودي. وكان نجم المنتدى في يومه الأخير المدير العام لمجموعة"سوروز لإدارة التمويل"ومؤسس معهد المجتمع المنفتح جورج سوروزالذي دحض "اتهامات رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد، بأنه قاد حملة دولية لإضعاف عملات عدد من نمور آسيا الاقتصادية، بسحب أمواله من اسواقها المالية في 1997". وأكد سورس أن"حادثة اغتيال الرئيس اللبناني السابق رفيق الحريري أثرت في شكل كبير في جذب الإستثمار في الدول العربية، وزيادة التعتيم على ملابسات الحادثة، سجلت ارتفاعاً في نسبة التأثير". واعتذر سوروز عن عدم التعليق على السوق السعودية قائلاً إنه"يزورها للمرة الاولى، وأنه كان يغلفها الغموض لدى كثير من المستثمرين الدوليين، خصوصاً الذين لا تعامل لهم أو حضور أو معرفة مباشرة بهذه السوق". لكنه وعد بالسعي الى التعرف عليها أكثر وعندها سيكون أقدر على التعليق. وحذر سورس"الدول النفطية من"استمرار ربط عملاتها وعملة التعامل النفطية بالدولار". واعتبر أن"الدولار ضعيف ويتوقع أن يتدهور أكثر، خصوصاً إذا تجاوز الاقتصاد الأميركي مرحلة الاستفادة من ضعفه لتصحيح ميزانه التجاري الخارجي، ومع مرحلة الهشاشة التي تقوده إليها مغامرات الإدارة الأمريكية العسكرية في العالم والتي أضعفت هيبة أميركا وقوتها العسكرية والمالية والسياسية". وكانت ورقة عمل وجلسة رئيس وزراء سنغافورة جوه تشنج تونق مميزة خصوصاً بالنسبة الى السعوديين، إذ انه لخص قناعة الحكومات المتتالية في سنغافورة منذ زمن الاستقلال في 1960 بربط البقاء بالعمل، أو" أعمل... إذا أردت أن تعيش"، و أن"لا غداء أو عشاء من دون وجود مال". وأوضح أن"أحد زوايا فلسفة الحياة في سنغافورة تستوجب أن يدفع المواطن عشرة آلاف دولار في مقابل الحصول على رخصة قيادة سيارة". وحظي النقاش حول"الديموقراطية"بوقفة مهمة في مناقشات اليوم الأخير في منتدى جدة الاقتصادي. وحملت الجلسة عنوان"الحرية الشخصية والمسؤولية المدنية.. هل يمكن بلوغ الديموقراطية". وقدمت فريال المصري تجربتها كأول امرأة سعودية تخوض تجربة الانتخابات الأميركية عن الحزب الديموقراطي الأميركي في الدائرة رقم 37 في ولاية كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة. وأوضحت أنها"قبلت عرض الترشح وخوض الانتخابات لتقدم رسالة عن المرأة السعودية المسلمة للشعب الأميركي". و كشف رئيس مجلس إدارة"مجلس جدة للتسويق"الدكتور غسان السليمان في تصريح ل"الحياة"أمس قبل اختتام جلسات اليوم الأخير من المنتدى، أن"بناء الطاقات"سيكون محور المنتدى للسنتين المقبلتين، وستتطرق دراسات محورين سيختار واحد منهما الى عنوان للمنتدى في العام المقبل، وهو"الهيكلة لبناء الطاقات"، أو"قبول الرأي الآخر". وأضاف:"أن المنتدى المقبل المتوقع أن ينطلق في 18 شباط فبراير 2006، سيطور الايجابيات التي سيخرج بها الملتقى الحالي، في الوقت الذي ستعالج فيه السلبيات التي ستدون خلال الدورة الأخيرة للمنتدى".