في أول رد فعل عملي وعنيف من أي لاعب كرة قدم في أوروبا أعلن الحارس الكاميروني إدريس كاميني المحترف في نادي اسبانيول برشلونة الأسباني عزمه ترك ناديه في نهاية الموسم الحالي. وبرر كاميني قراره بسبب الهتافات العدائية والعنصرية التي تصدر باستمرار من جماهير اسبانيول في كل مباريات الفريق على الملعب الاولمبي في برشلونة في الدوري. وكانت المباراتان الأخيرتان لاسبانيول في برشلونة شهدتا سباباً وصفيراً وضجيجاً ضد اللاعبين صاحبي البشرة السمراء، بيرو ويبو من ريال اوساسونا ودانييل كومي من خيتافي، وتعمدت الجماهير الأسبانية المؤيدة لاسبانيول الصفير عند نزول اللاعبين إلى الملعب أو عند استلامهما أي كرة، وكان الضجيج هائلاً وجماعياً عند سقوط أي منهما على الأرض. ورفض كاميني وزميله الأسمر فريدسون كامارا مبادلة جماهير اسبانيول التحية بعد الفوز على خيتافي 2- صفر. وغادر اللاعبان الميدان وهما ينكسان رأسيهما الى الأرض فور إطلاق الحكم صافرة النهاية، وحرصا على التوجه مباشرة الى لاعبي خيتافي واعتذرا كثيراً للنجم دانييل كومي بسبب السلوك السيئ للجمهور المضيف. كاميني هو الحارس الأول في منتخب الكاميرون على مدار السنوات الخمس الأخيرة وقاد بلاده للفوز بكأس الأمم الافريقية مرتين وتأهل مع بلاده لكأس العالم مرتين وخاض كل مباريات بلاده في النهائيات الأخيرة في كوريا الجنوبية واليابان، واختير في العام الماضي كأحسن حارس في قارة أفريقيا. واختير مجدداً في نهائيات أمم أفريقيا 2004 في تونس أفضل الحراس. وتلقى كاميني أكثر من عرض رسمي للانتقال من اسبانيول خلال الشهور الأخيرة وكان أبرزها في تشرين الأول اكتوبر الماضي من مانشستر يونايتد الإنكليزي، واعتذر كاميني للمسؤولين في مانشستر وقتئذ لارتباطه مع اسبانيول، ولكن الأمور تغيرت ومن المحتمل ان تكون انكلترا محطته المقبلة. كاميني صرح إلى الصحافة الأسبانية أن المهزلة التي تشهدها الملاعب الأسبانية في الموسم الحالي من هتافات عنصرية، تمثل حدثاً جديداً وغير مسبوق، ولا يمكن تصديقه في القرن الحادي والعشرين، ولا يصدق أحد أن تتعامل الجماهير مع اللاعبين وفقاً للون الجلد أو الشعر. واعتبر الحارس الكاميروني ما يحدث حالياً بمثابة الإهانة العنيفة للرياضة وكرة القدم والروح الرياضية، وهي تنتشر بسرعة ضخمة من دون أي تدخلات حاسمة من المسؤولين أو الإداريين أو اللاعبين ما يهدد بمزيد من الانتشار، وهي تؤثر سلباً في الجماهير المحترمة وتمنعها من ارتياد الملاعب في المستقبل، كما أنها بمثابة أداة إحباط عنيفة ضد اللاعبين في المباريات. وأكد كاميني أنه لن يتردد في ترك اسبانيول الصيف المقبل الى أي ناد خارج اسبانيا، بحثاً عن الهدوء والروح الرياضية في المدرجات، وأشار إلى أن الأمر لا يمثل تهديداً لإدارة اسبانيول أو سعياً إلى تعديل أو زيادة مستحقاته، وأنه مستعد للعب بمخصصات أقل في أندية أصغر بشرط ألا يسمع في المباريات تلك الهتافات العنصرية الشاذة.