سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أعلن ان مئة موقع معروضة للإستثمار العربي والأجنبي ... وعن منتجع سياحي بقيمة بليون دولار . وزير السياحة السوري آغه القلعة يتحدث الى "الحياة" : 6.2 مليون زاروا سورية في 2004 والعائدات 2.2 بليون دولار
قال وزير السياحة السوري الدكتور سعد الله آغه القلعة في حديث الى"الحياة"ان عائدات سورية من السياحة بلغت في العام الماضي 2.2 بليون دولار أميركي بعدما كانت 1.4 بليون، وذلك بسبب ارتفاع عدد السياح الى ثلاثة ملايين شخص من أصل 6.2 مليون شخص زاروا سورية العام الماضي. وبعدما أشار آغه القلعة الى ان اتصالات تجري لعقد المؤتمر الأول للاستثمار السياحي في 23 نيسان أبريل المقبل، قال ان الحكومة السورية جهزت مئة موقع لعرضها للاستثمار، اضافة الى وجود اتصالات لإقامة مشروع سياحي بكلفة بليون دولار قرب دمشق. وهنا نص الحديث: ما هو تقويمكم للموسم السياحي في العام 2004؟ - كان العام الماضي جيداً بالنسبة الى السياحة السورية خصوصاً بعد العام 2003 الذي كان تأثر بأحداث اقليمية ضاغطة، إذ حققنا في العام 2004 استعادة أسرع من المتوقع، فارتفع اجمالي عدد القادمين من زوار اليوم الواحد والسياح العرب والأجانب من 4.3 مليون في العام 2003 الى 6.2 مليون في العام 2004، اضافة إلى المغتربين السوريين الذين يقدر عددهم بنحو مليون شخص. أما إذا تحدثنا عن سياح المبيت، ففي العام 2003 كان عددهم 2.1 مليون بينما تجاوز عددهم في العام الماضي ثلاثة ملايين من دون حساب المغتربين السوريين. كما ارتفعت العائدات السياحية من 1.4 بليون دولار أميركي في العام 2003 إلى 2.2 بليون دولار العام الماضي، وارتفع وسطي إنفاق السائح في اليوم، عدا المغتربين، من ثلاثة وثلاثين دولاراً في 2002 إلى خمسة وأربعين دولاراً في 2004. كيف تحققت هذه الأرقام على رغم أن منطقة الشرق الأوسط لم تشهد تغيراً أو تحولاً جذرياً في السياحة؟ - هناك أسباب عدة. السياحة إلى سورية هي سياحة عربية بامتياز، إذ أن 78 في المئة من السياح هم من الدول العربية وبالتالي فإن 22 في المئة فقط يأتون من باقي مناطق العالم . هذا نموذج للسياحة مختلف عن غالبية الدول المجاورة التي تعتمد على السياحة الأوروبية أساساً والتي تأثرت بشكل عام نتيجة أحداث 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة وانعكاساتها على المنطقة منذ العام 2001، وصولاً إلى الحرب على العراق وما تلاها من استمرار للتوتر، في حين شهدت السياحة العربية البينية تصاعداً لافتاً نتيجة انحسار الحركة السياحية العربية إلى أوروبا والولاياتالمتحدة. وباعتبار أن سورية أصلاً هي مقصد رئيسي وتقليدي للسياحة العربية نتيجة للمقومات السياحية فيها والتي تتضمن المواقع التاريخية والمناخ المعتدل والطبيعة الجميلة والاستقرار والتسوق في المدن القديمة، اضافة إلى التواصل البري مع دول الخليج، وكذلك كونها لا تطلب تأشيرات دخول من الأشقاء العرب، فكان هناك اتجاه ثابت ومتزايد من السياح العرب للقدوم إلى سورية. ونظراً الى أن نسبة السياحة العربية هي الأهم فقد نتج أن العدد الاجمالي للسياح زاد بنسب كبيرة. أما بالنسبة الى السياحة الأوروبية وضرورات استعادتها، فقد كثّفنا منذ أيلول 2003 حملات الترويج في أوروبا. كما أصدرت الحكومة القرارات اللازمة لحصول السائح غير العربي على تأشيرة الدخول في المطار أو المعابر الحدودية مجاناً إذا كان قادماً عبر شركة سياحية في بلده، ما سمح بأن نستعيد الوضع الذي كان للسياحة الأوروبية قبل أحداث 11 أيلول والأحداث الاقليمية التي ألّمت بالمنطقة. وطبعاً هذا تم بشكل متزامن مع تصاعد كبير للسياحة العربية ما جعل الأعداد الاجمالية للقادمين والسياح تتصاعد كما أسلفت. خطة مستقبلية قيل أن أحد أسباب الزيادة كان عدد القادمين من العراق؟ - بالنسبة الى دول الجوار يأتي اللبنانيون على رأس القائمة في عدد القادمين. في العام 2004 وصل عدد القادمين من لبنان، متضمناً زوار اليوم الواحد وسياح المبيت، إلى 2.2 مليون، و850 الفاً من الأردن و790 الفاً من العراق و700 الف من تركيا. وهذه الأعداد قريبة أيضاً من عدد القادمين من دول الخليج الذين بلغوا680 ألفاً . أي أن الأعداد القادمة من دول الجوار ومحيطها متقاربة عدا لبنان الذي يبلغ عدد القادمين منه إلى ثلاثة أضعاف الدول الأخرى من دول الجوار ومجموع دول الخليج. أما بالنسبة الى السياح العراقيين، فقد تركز قدومهم في فترة الصيف الماضي واتجهت زياراتهم السياحية إلى منطقة الساحل السوري نظراً الى أن العراق الشقيق لا تتوافر فيه شواطئ ملائمة للسياحة البحرية. ما هي الخطة الموضوعة للوصول إلى هذه الأعداد على رغم الظروف السياسية الصعبة في الشرق الأوسط؟ - قمنا أولاً بدعوة مئات من الصحافيين العرب والأجانب لزيارة سورية والاطلاع على المنتج السياحي السوري ومقوماته وحالة الأمن والاستقرار التي تعيشها سورية، وهو ما ساهم في نشر مقالات كثيرة، خصوصاً في الصحف الأوروبية، عن المنتج السياحي السوري. كما دعونا مئات من ممثلي وكالات السياحة والسفر العربية والأوروبية للقدوم والاطلاع أيضاً على المنتج السياحي كي تقوم تلك الشركات لاحقاً بعرض منتجنا ضمن منشوراتها الاعلانية عن البرامج السياحية التي تقدمها. وتم أيضاً عقد ورش عمل خارجية في غالبية الدول العربية والأوروبية تضمنت لقاءات بين الشركات السياحية السورية ونظيراتها في الدول التي نظمنا فيها تلك الورش ما أنتج عدداً جيداً من الاتفاقات والعقود. وكما أسلفت، أسهمت هذه الاجراءات في تطور السياحة العربية واستعادة السياحة الأوروبية وكذلك في تفعيل أشكال سياحية كانت غائبة كالسياحة البحرية وسياحة التسوق. فمثلاً أصبحت سورية، وحسب التصريحات الرسمية القبرصية، الدولة الثالثة على رأس قائمة المقاصد السياحية بالنسبة الى القبارصة. وبدأنا أيضاً بالإعلان عن مؤشرات حول سورية وردت ضمن تقارير خبراء"منظمة السياحة العالمية"أكدت أن سورية حصلت على أعلى النتائج في مؤشر الأمن والاستقرار للدول، وهو مؤشر يتكون من عنصرين أساسيين: انسجام المجتمع الداخلي والاستقرار السياسي. وهذا ما يضع سورية في موقع مميز جاذب للسياح الطامحين دائماً لزيارة دول ذات مقومات سياحية جاذبة وتعيش في أمان واستقرار. فرضت إدارة الرئيس جورج بوش عقوبات اقتصادية على سورية في العام الماضي، ألم يؤثر ذلك في قدوم السياح؟ - تشير احصاءاتنا إلى أن هذا القرار لم يؤثر. عربياً هناك تزايد واضح في عدد السياح العرب وبمعدلات غير مسبوقة. وبالنسبة الى الأوروبيين هناك استعادة واضحة، فالأرقام تشير إلى أن عدد السياح الأوروبيين والأميركيين في العام 2000 أي قبل الأوضاع الدولية والاقليمية التي أثرت في السياحة الأوروبية كان 250 ألفاً، بينما ارتفع العدد في العام 2004 إلى أكثر من 300 ألف بعد أن وصل في العام 2003 إلى 220 ألفاً فقط. نحن لم نستعد فقط السياحة الأوروبية وانما تجاوزنا الأعداد السابقة. وتجدر الاشارة هنا إلى عدم وجود نصائح من وزارات الخارجية في الدول المصدرة للسياح تنصح بعدم السفر إلى سورية بشكل خاص، وهو ما تقوم به الدول المصدرة للسياحة عادة عندما تكون هناك خشية من عدم توافر الأمان لمواطنيها المغادرين في نشاطات سياحية إلى دول محددة، فيما سبق وأشرت إلى أن سورية حققت أعلى المؤشرات المبينة لاستقرار المجتمع سياسياً وداخلياً، وهو المؤشر الأساس الذي يبحث عنه السائح. * تقصد أنه لم يحدث أي تأثير؟ - كما أشرت سابقاً، السياحة إلى سورية هي سياحة عربية بنسبة 78 في المئة، وأعتقد بأن العقوبات الاقتصادية لم تؤثر في قرار السائح العربي بزيارة سورية لأن المواطن العربي على العكس مرتبط بسورية وطنياً وعاطفياً بشكل كبير. وحتى في أوروبا، عندما أجرى الاتحاد الأوروبي استفتاء لشعوبه حول الدول المهددة للسلام العالمي، أتت اسرائيل على رأس القائمة ما يعني أن الشعوب الأوروبية تعرف الحقائق. وعموماً فإن الشعوب تعتبر أن خياراتها في ما تقوم به من نشاطات، ومنها السياحة، هي حق من حقوقها الشخصية. ولا شك في أنه كان من الممكن أن نحقق أعداداً أكبر مما حققنا، لكن هذا عائد للوضع الاقليمي في المنطقة بشكل أساسي. حملات الترويج لدى سورية مشكلة"صورة"في العالم، هل ترى أن الصورة تحسنت في السنوات الأخيرة؟ - هناك تحسن. ويمكن الحكم على هذا من خلال تطور عدد المقالات المنشورة في صحف العالم عن سورية، خصوصاً من النواحي الحضارية والتاريخية والسياحية. ونحن نضع أهم تلك المقالات على موقع الوزارة على الانترنت كي يقرأها كل من يرغب في القدوم إلى سورية حيث سيطمئن إلى ما يذكر فيها لأنها كتبت من قبل كتاب أوروبيين موثوقين يبيّنون الحقائق كما شاهدوها وعاشوها. لكن لا يزال أمامنا كثير من الجهود كي نوضح الصورة الحقيقية والحضارية لسورية. وهذا يحتاج إلى امكانات أكثر مما يتوافر لنا الآن، ونحن في انتظار صدور القانون الخاص بإحداث"هيئة الترويج السياحي"التي ستكون مزودة بالامكانات المالية اللازمة ما يتيح لنا افتتاح مكاتب سياحية في العواصم العربية والأوروبية واطلاق حملات دعائية مؤثرة. * ما هي موازنة الترويج التي ستكون متاحة لكم لدى إحداث الهيئة؟ - نتوقع أن ترتفع الموازنة خلال السنة المقبلة من نحو مليون دولار فقط حالياً إلى 8 ملايين دولار كمرحلة أولى. علماً أن حجم الترويج يجب ألا يكون زائداً عن الحد. فهناك ضرورة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب حيث أننا لا نستطيع استقبال سياح أكثر مما نستطيع أن نستوعب في فنادقنا. وحالياً عدد الفنادق في سورية غير كاف وقد وصلت نسبة الاشغال الوسطي للفنادق في العام 2004 إلى 65 في المئة على كامل السنة، وهي نسبة مرتفعة في معايير الإشغال الفندقي العالمي. كما أنها وصلت في بعض المدن، خصوصاً دمشق، إلى تسعين في المئة ما جعل الوزارة تضع تفعيل الاستثمار السياحي في رأس أولوياتها. الاستثمار السياحي إلى أين وصلتم في التحضير لمؤتمر الاستثمار السياحي المقرر في نيسان المقبل؟ - الزيادة التي حصلت في عدد السياح وضعتنا أمام ضرورات تحقيق التوازن بين العرض والطلب. الطلب يتزايد بنسب كبيرة كما أسلفت، إذ أن نسبة زيادة السياح في العام 2004 مقارنة بالعام 2003 وصلت إلى 45 في المئة وهي نسبة عالية جداً، كما أن نسبة التزايد السنوية من سنة 2000 كسنة معيارية إلى 2004 وصلت إلى 14 في المئة سنوياً، وهذه كلها مؤشرات عالية جداً بالنسبة الى معايير"منظمة السياحة العالمية"، وهذا يعني أننا بحاجة إلى منشآت فندقية تستجيب لهذا العدد المتزايد من السياح. حالياً غالبية السياح العرب يضطرون لاستئجار شقق مفروشة خارج اطار التصنيف الفندقي كي يقيموا فيها نظراً الى عدم توافر الفنادق الكافية في سورية، لذلك وجدنا ضرورة كبيرة لاطلاق حملة نوعية لتحفيز الاستثمار في سورية. وقد عرضنا هذا الموضوع على المجلس الأعلى للسياحة في اجتماع ترأسه رئيس الجمهورية، وقدمنا اقتراحاتنا لتحقيق متطلبات المرحلة المقبلة. وعُقدت اجتماعات متتالية للمجلس الأعلى برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وتم اصدار أكثر من 60 قراراً رمت إلى تحفيز الاستثمار السياحي إلى سورية بالاضافة إلى رفع جودة الخدمات وإغناء المنتج السياحي السوري. ما أهم تلك القرارات؟ - أعتقد بأن المجلس الأعلى ومن خلال قراراته شكل بيئة استثمارية مناسبة للقطاع السياحي، أما القرار الأهم مرحلياً فهو الموافقة على عقد سوق للاستثمار السياحي بين 23 و25 نيسان العام الجاري. وقد بدأ في وزارة السياحة، منذ أن اتخذ القرار في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، عمل يومي مكثف للتحضير لعقد السوق، حيث تم إعداد أكثر من مئة موقع أُختيرت بدقة بحيث تحقق جدوى اقتصادية وسياحية كي تعرض في سوق الاستثمار، خالية ونظيفة من أي عائق ما يجعلها جاهزة للتعاقد والترخيص خلال السوق. نحن مدركون أن المستثمر ليس لديه متسع من الوقت وليس مستعداً كي يأتي ونقول له ليس لدينا أرض جاهزة أو انتظر سنة كي يتم الترخيص. نحن نجهز حالياً كل تلك المواقع التي أُختيرت في أجمل المناطق لتكون جاهزة للتعاقد خلال السوق بما يمكّن المستثمر من البدء بالعمل في اليوم التالي. ماذا تقصد بأنها ستكون جاهزة؟ - كل هذه المواقع ستكون جاهزة من حيث صكوك الملكية والصفة العمرانية ونظام ضابطة البناء وبرنامج التوظيف السياحي. نحن نحضّر حالياً لتنظيم جولات اطلاعية للمستثمرين على هذه المواقع، كما نعد دليلاً للاستثمار السياحي في سورية يضم كل المعلومات التي يحتاجها المستثمر كي يقرر الاستثمار في سورية وهي تتعلق بالمؤشرات الاقتصادية للحركة السياحية والنظام الضريبي والمصرفي ومعدلات الفائدة وضمان الاستثمار. كما سنعقد ورش عمل عدة مع المستثمرين لمناقشة برامج التوظيف السياحي المقترحة ونظم التعاقد ونظام استخدام العاملين في المنشآت السياحية قبل عقد السوق بحيث يقرها المجلس الأعلى قبل انعقاد السوق أيضاً. ما هو عدد المشاركين؟ - سيشارك في السوق جميع المعنيين بمراحل الاستثمار، المستثمرون والمقاولون ومكاتب الاستشارات الهندسية وشركات الادارة الفندقية الدولية والبنوك وصناديق التمويل، بحيث تكون كل الأطراف المعنية بالعملية الاستثمارية من التعاقد وحتى التشغيل موجودة في المؤتمر والسوق. أما بالنسبة الى العدد فلم يتضح نهائياً نظراً الى استمرار وصول طلبات واستفسارات عن السوق وشكل المشاركة فيه وبشكل يومي. هل توجد تقديرات لحجم الاستثمارات التي يمكن أن يتم الوصول إليها؟ - لا يمكن تقدير حجم الاستثمارات قبل إقرار برامج التوظيف السياحي لجميع المواقع المعروضة. لدينا الآن فريق استشاري دولي مؤلف من 13 مستشاراً دولياً في برامج التوظيف السياحي وفي إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية ونظم التعاقد الاستثمارية، وهم يعملون مع تسعة مستشارين وطنيين. وسنتمكن من تقدير حجم الاستثمارات فور انجاز برامج التوظيف السياحي لأن هذا يرتبط بعدد الأسرة الفندقية الجديدة ونوع الفعاليات. لا نستطيع أن نحدد الآن رقماً دقيقاً، لكنه سيصل إلى بلايين عدة من الدولارات، علماً أن مجموع مساحات المواقع المعروضة في السوق يصل إلى 18 مليون متر مربع. هل مشروع"الصبورة"الذي سمعنا عنه جزء من المواقع المعروضة في سوق الاستثمار؟ - هناك مشاريع سياحية مطروحة في سوق الاستثمار تقع في منطقة الصبورة قرب دمشق. لكن المشروع الذي أعلن عن بدء مناقشته يعود لمجموعة الفطيم الاماراتية، وهناك ورشة عمل مشتركة بين الوزارة والمجموعة حالياً لمناقشة تفاصيل المشروع الذي تقدر كلفته ببليون دولار أميركي وتصل مساحته إلى مليون متر مربع حيث تم تحديد موقعه في الصبورة متضمناً إنشاء قرية سياحية متكاملة فيها كل الفعاليات السياحية والترفيهية والتجارية.