يبدو ان وفاة المخرج العالمي مصطفى العقاد"التراجيدية"ستفرض نفسها بقوة على مهرجان دبي السينمائي الذي يبدأ فعالياته خلال أيام من خلال افلام تتعرض لعمق القضايا العربية السياسية والاجتماعية من المحيط الى الخليج. وكشف المنظمون للمهرجان في مؤتمر صحافي ان"مفاجأة"مهرجان هذا العام ستدور حول المخرج السوري مصطفى العقاد الذي حاول طوال حياته بناء جسور التواصل الثقافي بين المنطقة العربية والغرب. وعلى رغم انه كان اول من اخرج فيلماً يناقش الاسلام ثقافة وحضارة فقد حياته في عملية"ارهابية". وأشار هؤلاء الى ان المهرجان الذي سيشارك فيه 98 فيلماً من 46 دولة بحضور نخبة من نجوم الفن السابع في العالم العربي وآسيا وأوروبا وأميركا، يحمل شعار"بناء جسور التواصل الثقافي"، بهدف الحوار مع الآخر من خلال عرض افلام عربية توضح الاسباب الخفية والترسبات التي تكمن وراء ما يسمى بپ"الارهاب". ويعكس فيلم الافتتاح شعار المهرجان، وهو فيلم يحمل اسم"الجنة الآن"ويبحث في الاسباب التي تدفع بعض الفلسطينيين الى القيام بعمليات انتحارية، وهو الفيلم الذي اثار جدلاً في"اسرائيل"، على رغم انه عرض هناك ووافقت عليه الجهات الرقابية للافلام في الولاياتالمتحدة بعد تأكدها بأنه"متوازن". وفي ضوء هذا التوجه، سيعرض المهرجان فيلم"دنيا"المصري الذي يبحث في قضية"حرية المرأة"من خلال راقصة شابة. كما سيعرض فيلم"باب الويب"الذي يروي قصة احلام شاب جزائري فقير يسعى الى اقامة علاقة عاطفية عبر الانترنت، وفيلم"البوسطة"الذي تتحدى فيه مجموعة من السينمائيين اللبنانيين الشبان التقاليد. وقال المنظمون ان"مهرجان دبي السينمائي الدولي 2005"سوف"يرسي معايير جديدة من حيث التنظيم وتنوع البرامج"، وهو الذي سيتضمن 6 أفلام تعرض للمرة الأولى عالمياً و7 أخرى دولياً. ويمتاز المهرجان في دورة هذا العام، بزيادة عدد الأفلام المشاركة بنحو 30 في المئة. مقارنة ببرنامج الدورة السابقة، كما ستتضمن الدورة الحالية أفلاماً حائزة على جوائز عدة في أشهر المهرجانات الدولية، مثل"كان"وپ"برلين"وپ"تورونتو"وپ"لندن"وپ"صندانس"، إلى جانب عدد من الأفلام المرشحة للتنافس ضمن جوائز"الأوسكار"العالمية المقبلة. وأوضح نيل ستيفنسون الرئيس التنفيذي للمهرجان ان هذا التنوع العالمي في الأفلام المشاركة يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الهدف الرئيس للمهرجان والمتمثل في"مد جسور التواصل الثقافي"بين الشعوب. وقال:"يعمل مهرجان دبي السينمائي الدولي على مد جسور التواصل باتجاهين، إذ يستضيف في دبي أفضل ما أنتجته السينما العالمية ويهدي للعالم خلاصة النتاج السينمائي العربي في آن معاً. وتعكس باقة البرامج الخاصة بأفريقيا وآسيا وأوروبا، فضلاً عن البرنامجين المخصصين للسينما العربية، التزامنا التام بمد هذه الجسور من طريق الفن السابع". وأضاف:"تعد السينما لغة عالمية للتثقيف والتنوير، وليس التسلية فقط. ويستفيد برنامج الدورة الثانية من تجربة دورة العام الماضي، إذ يأخذ في اعتباره جميع هذه الجوانب في شكل يعكس المتغيرات التي يشهدها عالمنا اليوم". وتشمل قائمة الأفلام الستة التي سيتم عرضها عالمياً للمرة الأولى، الفيلم المنتظر"البحث عن الضحك في العالم الإسلامي"وفيلماً وثائقياً حول الحرب بعنوان"كوسوفو: يد الصداقة"، والفيلم الهندي"رقصة الحب"، والفيلم الدرامي السريلانكي"من التراب"الذي صُور عقب كارثة تسونامي، والفيلم الفلسطيني القصير"أغنية ياسمين"، إضافة إلى الفيلم الوثائقي الإماراتي"تحت شمس الصحراء"، والذي يتناول الحياة البرية في العالم العربي. ويتضمن مهرجان دبي السينما الدولي في دورته الحالية 12 برنامجاً رئيسياً يعرض من خلالها مزيج فني بديع بين الأفلام القصيرة والروائية الطويلة تشترك في مجملها في فكرة واحدة وهي ضرورة الحوار بين البشر والاطلاع على حضارات الآخرين بما يساهم في تحقيق الرفاهية للإنسانية، وأضاف المهرجان في دورته الحالية خمسة برامج جديدة من أجل ترسيخ الفكرة ذاتها.