دعا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية كلود مانديل إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الأبحاث الهادفة إلى إيجاد وقود نظيف، لاسيما الهيدروجين، المصدر الواعد للطاقة، وخلايا الوقود، التي تعمل كالبطاريات لكن بواسطة الأوكسجين والهيدروجين. وقال في مقر الوكالة في باريس لدى إطلاق دراسة بعنوان"إمكانات الهيدروجين وخلايا الوقود":"المطلوب عمل فوري لتنويع مصادر الطاقة والحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. فالهيدروجين وخلايا الوقود جزء من مدى عريض من التقنيات الناشئة التي قد تساعد على تحقيق هذا الهدف". وأضاف:"أن الهيدروجين وخلايا الوقود، لكي تدخل إلى السوق، تحتاج إلى اختراقات كبرى في المجال التقني وإلى خفض الكلفة إلى مستويات مناسبة. والمطلوب كذلك استثمار عام وخاص كبير وجهود في البحث والتطوير لتلبية توقعات جيل جديد من المركبات، لا تصدر أي انبعاثات على الإطلاق وللحد من الاعتماد على النفط في النقل". وتبحث الدراسة، التي وضعها دولف غيلن وجيورجيو سيمبولوتي، في إمكانات الهيدروجين وخلايا الوقود في أسواق الطاقة في المستقبل، حيث تتنافس أنواع الوقود الجديدة وتقنياتها لتأمين خدمات طاقوية بتكاليف منخفضة وبانبعاثات محدودة. والهيدروجين، كالكهرباء، حامل للطاقة يمكن الحصول عليه من جميع المصادر الرئيسة للطاقة. وفي الوقت نفسه يمكن للهيدروجين أن ينوّع إمدادات الطاقة والحد من الانبعاثات إذا أُنتج من مصادر للطاقة قابلة للتجديد، أو مصادر نووية، أو من الفحم شرط جمع ثاني أوكسيد الكربون المنبعث وتخزينه. ويمكن للهيدروجين وخلايا الوقود أن تحل محل الوقود النفطي ومحركات الاحتراق الداخلي في قطاع النقل أو التكامل معها. وتقترح الدراسة أن الهيدروجين وخلايا الوقود قد تلعب دوراً مهماً في نظام الطاقة في حال أمكن تلبية الأهداف الحالية للحد من تكاليف هذين المصدرين، وفي حال أعطت الحكومات أولوية للسياسات الهادفة إلى الحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والاعتماد على النفط. وترى الدراسة أنه يجب في العقود القليلة المقبلة الحد من كلفة الهيدروجين بما يراوح بين ثلاثة إلى عشرة أضعاف، وكلفة خلايا الوقود بما يراوح بين عشرة إلى 15 ضعفاً. وتدعو الحاجة كذلك إلى تعزيز وسائل نقل الهيدروجين وتخزينه وإلى تعزيز أداء خلايا الوقود. وتوقعت الدراسة أن يبقى الغاز الطبيعي والفحم المصدرين الأرخص ثمناً للهيدروجين لسنوات طويلة، فالهيدروجين المنتج من مصادر قابلة للتجديد أو نووية لن يدخل السوق إلا في مرحلة لاحقة. ولذلك يجب في رأي الباحثَين تطوير سبل جمع ثاني أوكسيد الكربون وتخزينه لتعزيز استخدام الهيدروجين كوقود. وأضافا أن البنية التحتية الهيدروجينية الإنتاج والتوزيع والتخزين لا تزال في طور مبكر لناحية التطوير التقني.