سيصبح من الممكن قريبا استخدام طاقة الهيدروجين المتجددة في تشغيل السيارات مما سيمهد الطريق أمام سيارات لا تلوث البيئة وذلك بعد أن زال العائق الرئيسي المتسبب في عدم إنتاج هذا النوع من السيارات بكثرة هو التكلفة العالية وآثار الهيدروجين الملوثة للبيئة. وأعلن الباحثون في جامعة مينيسوتا الامريكية في مطلع الشهر الجاري إنهم أنتجوا الهيدروجين من الكحول الايثيلي باستخدام مفاعل لديه القدرة على توليد طاقة كافية لتدفئة منزل أو تسيير سيارة. وكان العائق الرئيسي أمام إنتاج مثل هذه السيارات التي تعمل بخلايا الوقود هو التكلفة المرتفعة للهيدروجين. وهو يدرج ضمن مصادر الوقود الحفري مثل الغاز الطبيعي وغاز الميثان التي ينبعث منها غاز ثاني أوكسيد الكربون المتسبب في ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للارض. ولذلك فان إنتاج مثل هذه السيارات رغم تكلفتها المرتفعة لن يكون لها أي أثر إيجابي على البيئة. وعمل الباحثون في جامعة مينسوتا على تطوير الكحول الايثيلي المستخرج من الذرة والذي يستخدم الان في الوقود العضوي في دول مثل البرازيل حيث ينتج هذا الوقود من السكر المخمر. وقالت لاني شميدت وهي مهندسة كيميائية تقود فريق مينيسوتا إن حل الكحول الايثيلي "يشير إلى إمكانية إنتاج هيدروجين اقتصادي ومتاح للجميع". فالكحول الايثيلي كطاقة يأتي من الشمس من خلال عملية التمثيل الضوئي حيث يحول النبات الطاقة الضوئية إلى طاقة مخزنة. وقال فريق البحث انه يمكن له أن يحتفظ بنصف الطاقة التي تختزن في الذرة بالمقارنة بتحويل السكر إلى كحول إيثيلي واحتراقه في السيارة التي تستخدم 20 في المئة فقط من الطاقة. ولا يبعث الهيدروجين في حد ذاته أي ملوثات أو غازات مسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. ولكن لا يمكن نقله باستخادم الانابيب لمسافات طويلة ويجب أن ينتج من مصدر غازي أولا بأول مما يزيد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. ويعتقد فريق البحث أن المفاعل الذي طوروه يمكن أن يحول الكحول الايثيلي إلى هيدروجين في محطات الوقود فور أن تبدأ الشركات المنتجة للسيارة التي تعمل بوقود الهيدروجين في طرحها في الاسواق. وأضافوا انه يمكن وقتها معادلة غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من هذه العملية بغاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عملية التمثيل الضوئي. ولهذا تسمى هذه الطاقة بالطاقة الخضراء. وتقدم شركات ضخمة في مجال صناعة السيارات مثل تويوتا وهوندا ونيسان وبي إم دبليو سيارات تعمل بالهيدروجين. فيمكن مثلا للسيارة من طراز بي إم دبليو750 إتش إل أن تسير باستخدام وقود الهيدروجين أو الوقود التقليدي. وتسع 140 لتر وقود يكفي للسير 350 كيلومترا باستخدام الهيدروجين. ولكن حتى إذا أنتجت هذه السيارات وطرحت في الاسواق فستبقى ملايين السيارات في العالم تبعث غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء الجوي لمدة عدة عقود. ولكن يمكن إيجاد حلول لهذه المشكلة. فيمكن للمحركات التي تعمل بالاحتراق التقليدي أن تستبدل بمحركات تعمل بالهيدروجين بتكلفة تتراوح بين ألفين وخمسة آلاف دولار. كما يتميز وقود الهيدروجين بانخفاض أسعار بيعه نتيجة للمميزات الضريبية التي وضعت لتشجيع قائدي السيارات على تحويل سياراتهم للعمل بوقود الهيدروجين لمنع انبعاث مليارات الاطنان من غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء. وقدر خبراء الارصاد في معهد ماكس بلانك في هامبورج مدة تحويل كافة وسائل النقل في العالم لتعمل بالهيدروجين بعشرة أعوام مما سيسفر عن تقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20 في المائة في العالم.