يبدو أن العلاقة الأميركية - اللبنانية متجهة نحو التأزم بعدما ردت رئاسة الجمهورية في لبنان على تصريحات لنائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية السفير ديفيد ساترفيلد، واعتبرت انه"لا يحق له تقويم موقف رئاسة الجمهورية لجهة الطريقة التي يرى فيها الحكم اللبناني مصلحة لبنان". راجع ص8 وجاء بيان الرئاسة اللبنانية تعليقاً على تصريحات لساترفيلد ليل أول من أمس في برنامج على محطة"ال بي سي"قال فيها ان"من المؤسف ان أي مسؤول مثل الرئيس لحود، وهو المسؤول عن مؤسسة قوية كالجيش يشك في قدرة الجيش". وجاء ذلك رداً على سؤال عن قول الرئيس لحود ان تنفيذ القرار الدولي الرقم 1559 يهدد الأمن والاستقرار. وبموازاة التأزم الاميركي - اللبناني الذي رافق نهاية زيارة الموفد الدولي المكلف مراقبة تنفيذ القرار الرقم 1559 تيري رود لارسن بلقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير، برز موقف جديد ل"حزب الله"رداً على دعوة القرار الدولي الى تجريده سلاحه، فأعلن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم"ان بقاء المقاومة هو ضرورة كسلاح استراتيجي دفاعي في وجه المشروع الاسرائيلي الذي يتجاوز لبنان الى المنطقة بأسرها وليست المسألة محصورة بتحرير مزارع شبعا فقط فلبنان جزء من هذه المنطقة المستهدفة بأسرها بالمشروع الاسرائيلي من بوابة فلسطين". وحيال ما تطرحه المعارضة لجهة ترسيم الحدود بين لبنان وسورية من اجل تثبيت لبنانية مزارع شبعا، قال قاسم:"ان فتح هذا الملف سيفتح المجال للحديث عن حدود المنطقة وبالتالي حدود اسرائيل. سيدخلنا في دائرة المشكلات الحدودية التي هي في الاصل نتاج المعاهدات الدولية التي حصلت بين فرنسا وبريطانيا"، معتبراً ان"من الخطأ ان نسلم امرنا اليوم للوضع الدولي طالما ان سورية ولبنان يقولان ان المزارع لبنانية". وكان الحزب وحلفاء سورية في لبنان يستندون الى استمرار احتلال مزارع شبعا ويتمسكون بلبنانيتها، لتبرير استمرار مقاومة"حزب الله"لاسرائيل في جنوبلبنان. وكان بعض المعطيات الدولية اشار سابقاً الى ان ثمة مشروعاً لتثبيت لبنانية مزارع شبعا، التي تقول الأممالمتحدة انها سورية، عبر ترسيم الحدود بين البلدين تمهيداً لقرار دولي بانسحاب اسرائيل منها لمطالبة لبنان وسورية بتفكيك القوة العسكرية ل"حزب الله". وتردد ان لارسن هو من بين من طرحوا الفكرة سابقاً. وجاء رفع"حزب الله"درجة تمسكه بسلاحه وربطه بأوضاع المنطقة امس على لسان مسؤول آخر فيه هو رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية كتلة"حزب الله" النائب محمد رعد الذي اكد ان"سلاح المقاومة هو الضمانة الحقيقية الوحيدة التي تحفظ أمن لبنان واللبنانيين، وأن لا تفاهم ولا قرارات دولية او مواثيق يمكن ان تقوم بذلك"، معتبراً ان"بقاء المقاومة ليس مرتبطاً بتحرير مزارع شبعا وإنما بزوال التهديد الأمني عن لبنان واقتلاع أنياب الاسرائيلي من هذه المنطقة". كما جاء موقف الحزب عشية زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم لباريس اليوم حيث سيطلب من نظيره الفرنسي ميشال بارنييه تأييد وضع"حزب الله"على لائحة الارهاب في اجتماع اللجنة الخارجية للاتحاد الاوروبي واستبعدت مصادر فرنسية وضع الحزب على لائحة الارهاب"لأن له وجوداً سياسياً". وكان بيان الرئاسة اللبنانية أكد انه لا يحق لساترفيلد اقحام نفسه في الشؤون الجاري مناقشتها بين اللبنانيين ولا يحق له ان يتعاطى فيها متبنياً طروحات فريق ضد فريق آخر". وأوضح البيان ان ساترفيلد"يلقي النصائح حول مستقبل لبنان فيما عليه ان ينصح نفسه، حيث تغوص بلاده في مشكلات هو احد الناصحين فيها"، داعياً اياه الى ان"يوفر على نفسه عناء هذه المراجل الواقعة في غير محلها ومن خارج الاصول والادبيات المتعارف عليها بين الدول". الحسابات الشخصية وكان الرئيس اميل لحود ابلغ وزير خارجية كندا بيار بيتي غرو الذي قام بزيارة خاطفة لبيروت امس"استغرابه الشديد لأن المنظمة الدولية خالفت القاعدة لتتدخل نتيجة ضغط دول في مجلس الامن لاعتبارات وحسابات شخصية، في الشؤون الداخلية لبلد ينعم بالاستقرار". وقال:"المطالب التي تضمنها القرار اسرائيلية". وصرح ساترفيلد امس لراديو"سوا"ان مسألة"تحديد افضل السبل لتطبيق القرار الدولي الرقم 1559 وقضية لبنان كانا موضع بحث في المحادثات التي اجرتها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس مع كبار المسؤولين في اوروبا". وان الولاياتالمتحدة"تعلم ان ايران و"حزب الله"يدعمان اعمال عنف وإرهاب في الضفة الغربية وغزة لتقويض ما يسعى اليه الفلسطينيون والاسرائيليون". وهاجم ساترفيلد"سعي ايران لامتلاك تكنولوجيا لتطوير اسلحة نووية ودعمها الارهاب ضد اسرائيل ودعما ل"حزب الله"والحرس الثوري في لبنان".