في معظم الأحيان"ينسى"النقاد والمؤرخون إدراج هذا الفيلم في خانة أفلام"السينما الحرة"البريطانية، على رغم ان مخرجه ريتشارد ليستر هو من مؤسسيها الكبار. ولعل السبب يكمن في هوليوودية نمط علاقة الفيلم بنجومه، وفي كونه هزلياً مرحاً. غير ان نظرة الى هذا الفيلم منصفة، ستقول لنا انه يكاد وحده، وعلى رغم نجومية فريق"البيتلز"فيه، يختصر كل السينما الجديدة التي نادى بها ذلك التيار... ناهيك بأن فريق"البيتلز"نفسه، شكل منذ ظهوره أول حضور حقيقي للطبقة العاملة وأبنائها، في عالم الاستعراض على الصعيد العالمي، بحيث يرى كثر ان نجومية بول ورنغو وجون وجورج، لا يمكنها ان تحجب اصولهم الطبقية التي كان لها دور أساس في نجاحهم وشعبيتهم، في بريطانيا وفي العالم كله. مهما يكن، فإن"ليلة نهار عسير"، الذي يستعير موضوعه وعنوانه، من عنوان واحدة من أشهر أغاني"البيتلز"في ذلك الحين 1964، هو أشبه بفيلم وثائقي، أو بالاحرى نصف - وثائقي عن الحياة اليومية للفريق نفسه، ولكن مقدماً في شكل روائي، بحيث يصبح اعضاء الفريق، وهم يعيشون حياتهم اليومية، ابطالاً روائيين في الوقت نفسه. والفيلم يقدم من خلال تحقيق صحافي مزعوم يتابع جولاتهم ساعة بساعة، عارضاً أمام أعيننا نجاح حياتهم الجديدة وصعوباتها، ومنها، مثلاً، مشكلاتهم مع مدير أعمالهم، ومشكلات بول ماكارتني مع جده... وهذا البعد الصحافي في العمل، هو الذي يشكل الرابط الذي ينتقل مع أعضاء الفريق وسط مناخ من المرح الدائم، بين حفل وتسجيل في الاستوديو وفندق يعيشون فيه مفارقات النجومية، ولحظات هروبهم من نهر المعجبات والمعجبين المتدفق. أما الأساس في هذا كله فهو كاميرا ريتشارد ليستر التي تتبع الحياة اليومية للفريق، قافزة بعصبية، أو مسترخية بتحفز. وهذا الاستخدام للكاميرا، في اضاءة الأبيض والأسود المتميزة، هو الذي اضفى على هذا الفيلم ? الذي هو فيلم توليف من ناحية ما -، بعده التقني الذي جعل منه خلاصة طيبة، لذلك المزج بين"السينما الحرة"والتيار الوثائقي.