ما معنى ان تحمل فتاة في الثامنة عشرة اسماً يذكّر الناس بالشعر والمجون والهوى الرومانسي العنيف؟ انها اللعنة والنعمة في الوقت نفسه. فمن جهة يضع الرائي اليها اطاراً مسبقاً لرؤيته قد لا يتناسب في الواقع وحقيقة صورتها، ومن جهة اخرى تراها حصلت على جرعة من الشهرة لم تكن في الحسبان، ولا كلّفتها جهداً كبيراً. إميلي بايرون، حفيدة جورج غوردن نويل، المعروف باسم لورد بايرون، شاعر القرن التاسع عشر، والانكليزي القائل:"ليت كل الأفواه تجتمع في فم واحد لأقبّله وارتاح!". وكان بايرون مشهوراً بسمعته السيئة على صعيد الجولات الغرامية التي عاشها وسجلها في شعره الرومانسي الرائع. اما حفيدته اميلي، التي امتهنت عرض الأزياء، فلم ترث من جنونه سوى الميل الى الجمال ومتعة التبختر في اثوابه، وهي تعاقدت أخيراً مع وكالة"سيليكت"العالمية لعرض الازياء، وطالماً تعاملت مع مؤثرات اسمها ببرود واثق: ففي منزلها عدد من اللوحات الفنية التي كان يملكها صحيح ان والدي هو لورد بايرون الثالث عشر أكثر من الاسم". وتابعت اميلي قولها:"ربما لم يقرأ كثر شعر بايرون، لكنهم سمعوا بمجونه، اما انا فقرأت شعره وسيرته، عائلتنا لم تشهد بزوغ موهبة مماثلة، ولا حتى شهدنا تصرفات متهورة او طائشة من عيار لورد بايرون كلما سئلت عن طباعي وعاداتي". ولعلّ ما ورثته اميلي من جدّها هو نظراته الساحرة، مع شركة"سيليكت"للأزياء، كما فعلت اميلي التي العرض، تحصد الاعجاب بشفتيها الممتلئتين وعينيها ممزوجة بخيال شاعر رومانسي! تقول اميلي ان جدها الاكبر لورد بايرون بات يروق للناس مع اتساع الآفاق الاخلاقية واعتبار وهي تعتقد ان بايرون كان سيصيب الشهرة نفسها شعره كقيمة أدبية هو السبب في بقاء ذكراه لا مجونه ومغامراته.