لم يبدد تصريح رئيس الحكومة الجزائري أحمد أويحيى الذي قال إن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة سيغادر خلال الأيام المقبلة مستشفى"فال دوغراس"العسكري في باريس، الشائعات المنتشرة في الوسط الإعلامي الفرنسي وفي أوساط الجالية الجزائرية في فرنسا حول خطورة وضعه الصحي. وكذلك، لم تفلح الزيارة التي قام بها مغني"الراي"الشهير الشاب مامي الى"فال دوغراس"حيث قيل إنه عاد الرئيس الجزائري في تبديد هذه الشائعات، بل أدت الى تغذيتها. لكن طول مدة اقامة الرئيس في المستشفى وغياب أي بيان طبي فرنسي حول حاله الصحية ساهما في تعزيز التكهنات حول وضعه وفي ترجيح أسوأ الاحتمالات. والأمر نفسه ينطبق على موقف المسؤولين الفرنسيين، ومنهم وزير الخارجية فيليب دوست بلازي، الذي رفض تكراراً الادلاء بأي معلومات حول وضع بوتفليقة، التزاماً منه، على حد قوله، بالسرية الطبية، التي تعد من حق أي مريض. وحده النائب والطبيب برنار دوبريه بادر الى تجاوز الصمت الرسمي، فأكد مجدداً أمس أن معالجة النزيف في المعدة لا يتطلب بقاء المريض في المستشفى لأكثر من بضعة أيام، قد تصل كحد أقصى الى ستة أيام في حال خضوعه لعملية جراحية. وعبر دوبريه مجدداً عن اعتقاده، في حديث الى صحيفة"لو باريزيان"، بأن بوتفليقة قد يكون مصاباً بسرطان في المعدة، وأنه من النوع المنتشر الذي يتطلب معالجة كيماوية. وأوضح أن بوتفليقة يعاني أساساً من اضطرابات في الكلى، وأن العلاقات السرطانية تصبح أكثر صعوبة وتعقيداً في مثل هذه الحالة. لكنه أضاف أن كلامه هذا ليس سوى من قبيل التقدير، وان لا معلومات لديه اطلاقاً حول الوضع الصحي للرئيس الجزائري، وأن كل ما بوسعه الجزم به هو أن ما صدر عن السلطات الجزائرية بهذا الشأن غير صحيح وغير قابل للتصديق. وفي ظل الغموض الجزائري المتعمد حول وضع بوتفليقة، ذهبت الشائعات الى حد القول إنه في حال وفاة طبية، وترافقت مع تساؤلات حول الطرف الذي يحكم الجزائر في غيابه. وتفيد شائعات أخرى بأن الغموض سيبقى سيد الموقف الى حين تدبير السلطة الجزائرية لأمورها والى حين التوافق حول صيغة انتقال الحكم.