استغرب الدكتور صابر فلحوط رئيس اتحاد الصحافيين السوريين نائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب ما ذهب إليه التقرير الثاني لديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق من اتهام سورية بأنها بطيئة في التعاون. وقال ل «الرياض» بأن عبارة سورية بطيئة في التعاون هي عبارة رجراجة وتساءل بأي مسطرة قاس ميليس سرعة أو بطء سورية في التعاون وشدد بأن سورية أكدت بأنها ستتعاون وتعاونت وأرسلت ابنائها إلى فيينا واشار إلى أن ادعاء ميلس بعدم التعاون أو بطء في التعاون هدفه ابقاء الباب مفتوحا لتوجيه اللوم على سورية من أعلى هيئة دولية وهذا ظلم ونوه بأن سورية تعاونت وستتعاون وهي مع الشرعية الدولية. وحول اعتقال سورية لمسؤوليها الخمسة حسب مطلب ميليس أكد فلحوط بأن هناك آليات لهذا الاعتقال حيث يجب أن تقدم أدلة ووثائق ومستمسكات تقول إنه يجب اعتقال فلان للأسباب التالية (واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة..) وإلا كان الأمر خيالا أو حلما وأشار بأن الرئيس بشار الأسد أكد غير مرة بأن سورية ستحاسب كل من تثبت أدانته. في سياق متصل عد الدكتور فايز صائغ مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بأن توقيت اغتيال تويني عشية تقديم تقرير لجنة التحقيق الدولية لتقريرها للأمم المتحدة مدروس وهدفه النيل من سورية، وأشار إلى أن الفريق الإعلامي اللبناني الذي اتهم سورية بجريمة الحريري بعد نصف ساعة من ارتكابها سارع لاتهام سورية باتهامها بجريمة تويني وشدد بأن سورية تحترم الاختلاف بالرأي وتؤمن بالحوار ولا تؤمن بالاستهداف الإجرامي الذي حصل مع تويني وأعلن الصائغ تضامنه مع الإعلاميين اللبنانيين وأسرة الفقيد واللبنانيين جمعيا وشدد بأنه لا بد من العمل سويا لكشف فاعل هذه الجرمية ونوه بأن ماكينة الاستهداف التي تخدم المخطط الأشمل والتي جاء اغتيال الحريري حلقة من حلقاتها تتناغم مع الضغوط الخارجية على سورية وعلى لبنان والمنطقة ليس بهدف كشف الجاني الحقيقي بل لتحقيق أغراض سياسية أبعد وأشمل. أما الأستاذ الياس مراد رئيس تحرير جريدة البعث فقد حذر من مغبة اتهام سورية جزافا وأشار أنه ليس من مصلحة سورية أن يكون لبنان غير مستقر لأن استقرار لبنان من استقرار سورية، وأشار ل «الرياض» إلى أن اتهام سورية دون أي دليل بجريمة اغتيال تويني يسيئ للعلاقات السورية اللبنانية وشدد على أن سورية تدين هذه الجريمة البشعة وليس للبنان وسورية أية مصلحة لأعمال تمس الأمن كما أوضح بأن الشعب السوري عامة يشعر بحزن وآسى لسماع مثل هذه الأحداث ويعتبرون بأن هناك مخططاً يستهدف لبنان وسورية. من جهته عتد النائب السوري جورج جبور مقتل تويني خسارة كبيرة وأشار إلى أن اتهام سورية دون دلائل وقرائن ينبع من وجود جهات في لبنان تريد أن تحمل سورية مسؤولية كل ما يحدث في لبنان. أما الشارع السوري فقد تلقى اغتيال تويني بمزيد من الحزن وعد الجريمة مفتعلة من قبل جهات خارجية وصهيونية للنيل من سورية. ولدى استطلاع «الرياض» آراء بعض السوريين أكدوا جميعا بأن الجريمة مفتلعة للنيل من سورية وقالوا الصهيونية تعمل بشكل واضح ويبدو أنها تنجح في توريط سورية فما «نكاد نخرج من حفرة حتى نقع في أخرى» وشدد الجميع بأن سورية ليس من مصلحتها القيام بمثل هذه العمل. من جهته أكد المندوب السوري في الاممالمتحدة فيصل المقداد امس على تعاون بلاده الكامل واستمرارها في التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وقال المقداد للصحفيين في اول ردة فعل على تقرير رئيس اللجنة القاضي ديتليف ميليس ان لسورية مصلحة في التعاون مع التحقيق معبرا عن ثقته بان النتيجة النهائية ستثبت براءة سورية من كافة الاتهامات. واضاف ان سورية ترى ان هذا التقرير غير عادل وانه يتضمن سلسلة من التنبؤات وخطة عمل اللجنة في المستقبل معتبرا ان التاخير في اجراء التحقيقات مع السوريين كان بسبب الحاجة لاجراء مناقشات مع اللجنة في بعض الجوانب التقنية وان التاخير يقع على عاتق اللجنة وليس على سورية. وفي مسألة اغتيال النائب اللبناني جبران تويني اعلن المقداد ادانة سورية بشدة لهذا العمل معتبرا انه بالرغم من وجود اختلافات في الراي مع النائب تويني الا ان سورية لا تتعامل مع خصومها بهذه الطريقة. وكانت سورية انتقدت التصريحات الاستفزازية التي تدفقت على لسان حفنة من اللبنانيين والتي اتهمتها بجريمة اغتيال جبران تويني أو هددتها بمحقق دولي جديد أكثر صعوبة من ميليس ووصفت صحيفة «تشرين» هؤلاء بممتهني البهلوانيات السياسية وأشارت إلى أنهم تركوا «إسرائيل» والصهيونية وأعداء لبنان والعروبة في حل من عنترياتهم البائسة، ومن دسائسهم الرخيصة، وتهجّماتهم المريضة، وصبّوا أحقادهم القديمة والمتجدّدة على سورية، التي حمتهم من المذابح المتبادلة.. وشددت الصحيفة بأن هؤلاء هددوا طوال الأشهر الستة الماضية سورية بميليس، ويتوعّدونها اليوم بمَنْ سيأتي بعده، متوهمين أن الدول ذات السيادة والتاريخ والهوية مجرد كيانات هشة مصطنعة، تستمد شرعيتها من الخارج، أو أنها تنظيمات طائفية، أو محميات إقطاعية برعاية هذا السفير أو ذاك، أو أن وجودها التاريخي والواقعي رهن بإرادة هذه العاصمة العالمية أو تلك.. وشددت الصحيفة بأن تجار الكلام والثرثرات والعنتريات الإعلامية الإعلانية الفارغة من الذين يعانون من هلوسات وأعراض عصابية لا تخفى على أحد يخطئون حين يتخيلون للحظة واحدة أن سورية سيربكها أيّ محقق مُنتدب حتى ولو ملأ تقريره (أو تقاريره) بالمغالطات والمعطيات المفبركة و«الأدلة» المصطنعة، والشهادات المزوَّرة، و«إخباريات» اللاهثين وراء «لجان التحقيق» والفضائيات.. طلباً للشهرة، وتعويضاً عن مركّب النقص، واصطناعاً «لدونكيشوتيات» مفضوحة خائبة. وأشارت الصحيفة بأنه تحت شعار البحث عن الحقيقة انحدرت فئة مهووسة بالعدائية لسورية إلى درك التآمر المباشر والتهجم عليها بصورة سافرة ومخزية، وتحوّلت هذه الفئة الحاقدة إلى وظيفة النطق باسم «الشرطي العالمي» وملاحقة سورية دون غيرها، خدمة ل «إسرائيل» والصهيونية والاستراتيجية الأميركية في المنطقة. وشددت الصحيفة بأنه فات تلك الفئة المهووسة، التائهة قومياً، والمنهارة أخلاقياً وقيمياً ونفسياً.. أنّ المعركة طويلة، وأنّ الاستقواء ب «إسرائيل» وأميركا ولجان التحقيق والمحاكم الدولية، لن يجعل الشعب السوري إلا أكثر تصميماً وعزماً وإرادةً وتلاحماً خلف قيادته، وتماهياً وطنياً معها.