عاشت العاصمة الاردنيةعمان امس ليلة فرح غامرة بعد اربعة ايام من الحزن والغضب والحداد على ضحايا تفجيرات الفنادق، وخرج عشرات الالاف من المواطنين الى الشوارع بعد اعلان القبض على الانتحارية العراقية الرابعة التي فشلت في تفجير نفسها في فندق"راديسون ساس". وكشف نائب رئيس الوزراء مروان المعشر تفاصيل دخول المجموعة الانتحارية من العراق الى الاراضي الاردنية، وابلغ الصحافيين بأن المجموعة الانتحارية تكونت من علي حسين علي الشمري عراقي الجنسية مواليد 1970 في محافظة الانبار ورواد جاسم محمد عبد عراقي 23 عاماً وصفاء محمد علي 23 عاماً وساجدة مبارك عتروس الريشاوي من مواليد 1970 من محافظة الانبار. واوضح المعشر ان"المجموعة دخلت الى الاردن من معبر الكرامة بسيارة خاصة في الخامس من الشهر الحالي واستاجرت شقة مفروشة في عمان بعد ذلك بيومين. وفي يوم الحادث استقلت المجموعة سيارات اجرة الى اهدافها في الفنادق الثلاثة حيث خرج الانتحاري علي الشمري يحمل على جسده حزاماً ناسفاً وترافقه زوجته الانتحارية ساجدة الريشاوي، وهي شقيقة أمير منطقة الانبار في تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ثامر الريشاوي، الساعد الايمن لأبي مصعب الزرقاوي". واضاف المعشر"عند دخول الاثنين الى قاعة العرس في فندق راديسون ساس ، فشلت الانتحارية في تفجير نفسها، فطلب منها زوجها الخروج من القاعة وفجر نفسه". واعتقلت المرأة قبل ظهر أمس في شقة مفروشة في منطقة تلاع العلي. واكد المعشر في مؤتمره الصحافي ان"التحقيقات دلت الى ان الاشخاص الاربعة هم المسؤولون عن العمليات الثلاثة وانه لم يثبت تورط اي اردني، ولم يجروا اتصالاً مع اي اردني، حتى لا تفشل العملية ربما، لذلك جاءت العناصر من خارج الاردن". واكد ان التحقيقات والفحص الذي اجري على الحزام الناسف الذي ضبط مع الانتحارية الرابعة اظهر ان المتفجرات من نوع"بي دي اكس"ويزن كل حزام ناسف ما بين خمسة وعشرة كيلوغرامات. وزودت العبوات بكرات معدنية لايقاع اكبر قدر ممكن من الضحايا. ورفض الوزير الاردني الحديث عن كيفية ادخال الاحزمة الناسفة او التأكيد ما اذا كانت محلية الصنع او تم تهريبها من العراق، مكتفياً بعرض صور ملونة للحزام الناسف الذي زودت به الانتحارية الرابعة التي دخلت البلاد بجواز سفر عراقي مزور باسم ساجدة عبد القادر عبد اللطيف. ورداً على سؤال عن وجود خلية دعم لوجستي في الاردن، قال المعشر:"لم تثبت التحقيقات حتى اللحظة تورط اي من اتباع الزرقاوي من الاردنيين في العملية"، مؤكداً ان هذه الجماعة حرصت على عدم اجراء اي اتصال بينها وبين اي شخص موجود في الاردن سواء اردني او من اي جنسية اخرى حتى لا تفشل العملية". ورداً على سؤال حول ما اذا كانت هذه العمليات ستؤثرعلى الحريات العامة في الاردن قال"ان الاجراءات الامنية هي الطريق السهل، والجهات المسؤولة ستتخذ اجراءات تضمن التوازن بين الحرية والامن". مشيراً الى ان"كل الاجراءات ستكون ضمن القواعد الدستورية حيث ستتعاون الحكومة مع مجلس الأمة لسن التشريعات لمكافحة الارهاب". واضاف"ذلك سيكون خطوة اولى ولكن لن تتوقف هذه الاجراءات الامنية على ذلك، بل ستتخذ استراتيجية طويلة المدى تحارب ثقافة قتل النفس البشرية تحت اي ذرائع كانت". واكد المعشر"ان من يحرض او يبرر قتل المدنيين الابرياء لا مكان له داخل المجتمع الاردني"، ودعا الى ايجاد ثقافة شاملة"للخروج من هذه الدوامة"، كما دعا الى"التنسيق مع مختلف دول المنطقة للتمكن من محاربة الآفة المحاربة الصحيحة". وأضاف ان"كون هؤلاء الارهابيين ينتمون الى العراق لا يعني ان الحكومة العراقية متورطة او موافقة بل نعرف انها اول المستهدفين من هذه الاعمال ويجب ان لا نقول ان الجالية العراقية لها اي علاقة بمثل هذه الاعمال، نحن نستهدف فئة ضالة وليس شعباً وحكومة". من ناحيته، قال رئيس الوزراء الاردني عدنان بدران ان"الارهابيين لا جنسية لهم ولا عقيدة، ويحملون جواز سفر اسود". واكد ان الامور التقنية"حالت دون قيام المرأة المشتركة بالهجوم من تفجير نفسها". واضاف"لن نترك للارهابيين فرصة استغلال منابر الاعلام لنشر افكارهم". واجرى وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي مباحثات عاجلة امس مع رئيس الوزراء الاردني، واكد الدليمي في تصريحات للصحافيين انه جاء الى عمان"للتضامن واستنكار الاعمال الارهابية". وقال"نحمل تعزية ومواساة من الحكومة والشعب العراقيين الى اهلنا في الاردن لان مصاب الاردن هو مصاب للعراقيين". واضاف"نحن ساحة واحدة نتشارك في السراء والضراء". واكدت مصادر في وزارة الداخلية ان الوزارة بصدد اتخاذ اجراءات لتقنين دخول الرعايا العراقيين واشتراط دخولهم الاراضي الاردنية بالحصول على موافقة امنية وتأشيرة. ووصل الى عمان امس، عدد من المسؤولين والشخصيات العالمية"لاظهار التضامن مع المملكة"في مقدمهم الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، ويتوقع وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم. وزار العاصمة الاردنية أمس وزيرا خارجية الدنمارك بيتر شتيغ مولر والمجر فرينك سوموي لتقديم التعازي للمسؤولين الاردنيين. وندد مولر بشدة بالاعتداءات قائلا"نقف في خندق واحد ضد الارهاب والمسؤولين عنه. يجب مكافحة ايديولوجية الارهاب الذي لم يستثن احدا". اما سوموي فقال ان زيارته تأتي"للتعبير عن تعاطفنا مع الاردن"ودعوة الملك عبد الله الثاني لزيارة المجر نظراً"لانعكاساتها الايجابية على العلاقات بين البلدين". وشدد على"اهمية تضافر الجهود واتخاذ الاجراءات المناسبة على المستوى الدولي لوقف هذا النوع من الاحداث المتطرفة التي تعكس صورة مغلوطة عن الاسلام". وجابت العاصمة عمان وشوارع المحافظات مئات المسيرات العفوية رافعة الاعلام الوطنية وصور العاهل الاردني واللافتات المنددة بالتفجيرات الارهابية. ونظمت رابطة اطفال الاردن مسيرة صامتة شارك فيها خمسة الاف شخص قادتها عروس تتشح بالسواد الى فندق حياة عمان، وأحيت فرقة موسيقية حفلة جماهيرية في الهواء الطلق تحت اضواء الشموع عازفة القطع الموسيقية الحزينة والاغاني المنددة بالارهاب.