بعد خمسة عقود من مغادرته سورية الى هوليوود عاد المخرج السينمائي مصطفى العقاد الى بلاده في نعش من الاردن حيث لاقى حتفه في تفجير بفندق. وكان العقاد المولود في سورية أحد المخرجين العرب القلائل المشهورين في الغرب مع ابنته ريم بين 56 شخصا قتلوا على أيدي انتحاريين بعد تفجيرات استهدفت ثلاثة فنادق فخمة في العاصمة الاردنيةعمان الاربعاء. واشتهر العقاد في هوليوود كمنتج منفذ لسلسلة أفلام الرعب"هالوين". ولكنه اشتهر في العالم العربي لاخراجه فيلم"الرسالة"عن السنوات الاولى للإسلام وفيلماً آخر يروي قصة عمر المختار زعيم المقاومة الليبية ضد الاحتلال الايطالي. وتبادل ناجي العطري رئيس الوزراء السوري ونظيره الاردني عدنان بدران التعازي عند بلدة نصيب السورية على الحدود مع الاردن حيث تسلمت اسرة العقاد نعشه الذي حملته عربة أردنية في موكب الى سورية. وتوفي العقاد في احد المستشفيات في عمان متأثرا بجروح أصيب بها في التفجيرات بينما قتلت ابنته في الحال. وسيدفن العقاد في مسقط رأسه حلب اليوم الاحد. وقال العطري ل"رويترز"انها خسارة كبيرة لسورية التي فقدت واحدا من أبنائها الابرار. وأخرج العقاد فيلم"الرسالة"عام 1976 وهو يتناول حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقام الممثل السينمائي الشهير انتوني كوين بدور حمزة عم النبي. كما اخرج العقاد فيلم"اسد الصحراء"عام 1981 الذي يتناول قصة كفاح المناضل الليبي عمر المختار الذي جسد كوين شخصيته ايضا. ويقول المقربون من العقاد في سورية انه كان يتحدث دائما عن خطة لاخراج فيلم عن القائد الشهير صلاح الدين. وقال وزير الثقافة السوري محمود السيد ان الوزارة كانت تعتزم تكريم العقاد لاعماله في مهرجان دمشق للسينما في وقت لاحق من العام الحالي. وقال السيد للتلفزيون السوري الذي خصص برنامجا للعقاد 70 عاما في ذروة ساعات المشاهدة الليلية ان العقاد قال في رسالة انه سعيد للغاية لهذا التكريم. ويذكر معظم السوريين كلمات العقاد عندما قال في مقابلة ردا على سؤال بشأن قصة نجاحه"شكرا لوطني، شكرا لوطني، شكرا لوطني". وكان العقاد ذكر يوما ان اصدقاءه في حلب اعتادوا السخرية من حلمه بأن يصبح مشهورا في هوليوود ونصحوه بأن يخفض من آماله بالتوجه الى القاهرة عاصمة السينما في الشرق الاوسط. وغادر العقاد حلب متجها الى لوس انجليس في الخمسينات للدراسة.