شارك عشرات المسؤولين الأردنيين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء عدنان بدران صباح امس في مراسم نقل جثمان المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد الذي توفي في تفجيرات عمان الارهابية الى مسقط رأسه مدينة حلب حيث سيوراى الثرى هناك. وقد انطلق ركب السيارات التي ترافق الجثمان من مستشفى المركز العربي للقلب بعمان حيث توفي العقاد متأثراً بجروحه نحو الحدود السورية يرافقه وزير الثقافة الأردني أمين محمود مندوبا عن العاهل الأردني الملك عبدالله للمشاركة في تشييع الجثمان الى مثواه الأخير. وكان رئيس الوزراء الأردني عدنان بدران قد زار الليلة قبل الماضية بيت العزاء المقام للعقاد في منزل السفير السوري بعمان كما زاره نائب رئيس الوزراء مروان المعشر ووزير الثقافة وعدد كبير من المسؤولين والدبلوماسيين. ووصل موكب جثمان مصطفى العقاد من عمان امس السبت الى الحدود السورية. وكان في استقباله عند الحدود السورية الاردنية رئيس الوزراء السوري ناجي العطري وعدد من الوزراء. وسينقل الجثمان الى احد المستشفيات السورية على ان يوارى الثرى اليوم الاحد في مسقط رأسه حلب (شمال). وقالت صحيفة «تشرين» الحكومية امس السبت ان «العقاد سيبقى حيا في ذاكرة وطنه وامته». وتوفي العقاد (68 عاما) الجمعة في احد مستشفيات عمان متأثرا بجروح اصيب بها في احد الاعتداءات التي استهدفت الاربعاء الماضي ثلاثة فنادق في العاصمة الاردنية. وقد اصيب المخرج السوري بجروح في حين قتلت ابنته ريما على الفور في فندق «غراند حياة». وقد وصل العقاد الى الاردن لحضور حفل زفاف في العقبة كما وصلت ابنته ريما من بيروت. وكان في بهو الفندق يستقبل ابنته لحظة وقوع الانفجار. واكد اقارب ان العقاد اصيب بجرح كبير في الرقبة وفقد الكثير من دمه. والعقاد اكثر مخرج عربي حقق شهرة على الساحة العالمية بعمله في هوليوود نفسها. ولد في حلب (شمال سوريا) العام 1934 وانتقل لدراسة السينما العام 1954 في الولاياتالمتحدة. ودرس الفنون المسرحية في جامعة لوس انغليس في كاليفورنيا وتخرج منها العام 1958. ومن اشهر افلام العقاد «الرسالة» (1976) الذي يعتبر اهم فيلم عن الاسلام انتج حتى الان وشارك في بطولته انطوني كوين الذي جسد شخصية حمزة عم الرسول. كما اخرج العقاد فيلم «عمر المختار اسد الصحراء» (1980) الذي قاد ثورة مسلحة ضد الاستعمار الايطالي في ليبيا واعدم العام 1932، من بطولة الممثل الاميركي انطوني كوين ايضا. في العام 1978 بدأ انتاج سلسلة افلام الرعب «هالوين» (ثمانية افلام) التي حققت نجاحاً كبيراً. ومنذ سنوات كان العقاد يحضر لاعداد فيلم عن صلاح الدين. وقد نعى فنانون أردنيون وعرب المخرج الراحل العقاد واصفين غيابه بالخسارة الفادحة للساحة الفنية العربية والعالمية. ولم يتسن للعقاد انجاز حلمه بفيلم صلاح الدين الذي أراد من خلاله أن يظهر الصورة الحقيقية للاسلام وانتصاراته وأن يقيم قنطرة بين الحضارتين العربية والغربية في لحظة تاريخية ملتبسة.