احتضنت العاصمة الأفغانية كابول أمس مؤتمر السلام والمصالحة الذي دعا إليه الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، بينما استمر مقاتلو حركة طالبان في شن هجمات كان آخر ضحاياها نائب حاكم ولاية جنوبية وقائد شرطة سابق، إضافة على اعتداء استهدف مقراً للشرطة. وحض الرئيس الأفغاني مقاتلي طالبان وغيرهم من المسلحين على التخلي عن القتال ضد الحكومة وقوات التحالف الأميركية في أفغانستان، ودعاهم إلى الانضمام إلى الجهود الهادفة إلى إرساء الاستقرار. ويرى كارزاي أن السلام مع المقاتلين ضرورة لإنماء البلاد وإعادة إعمارها. وشهدت أفغانستان هذه السنة أسوأ أعمال العنف منذ سقوط نظام طالبان قبل أربع سنوات. وقتل 1100 شخص في عام 2005 وحده، من بينهم 50 جندياً أميركياً. وقال كارزاي في مؤتمر السلام والمصالحة الذي نقل وقائعه التلفزيون الرسمي مباشرة:"نتوقع من جميع مواطنينا، خارج أفغانستان كانوا أم داخلها... الانضمام إلى برنامج السلام هذا... والتخلي عن تدمير بلادنا". غير أن مقاتلين معدودين انضموا إلى مبادرة كارزاي، في مقدمهم وكيل احمد متوكل وزير خارجية طالبان السابق الذي استسلم للقوات الأميركية وأخلي سبيله بعد اعتقال. وشارك متوكل مع عدد من الوجوه السابقة في نظام طالبان في المؤتمر، إلى جانب وزراء الحكومة الأفغانية وممثلي الولايات. وعزا الرئيس السابق صبغة الله مجددي القتال في جنوبأفغانستان إلى التدخل الأجنبي، في إشارة مبطنة إلى باكستان حيث يختبئ كثير من مقاتلي حركة طالبان منذ سقوطها. وأكد مجددي الذي يترأس حالياً لجنة السلام والمصالحة عزمه العمل نحو إطلاق سراح مئات مقاتلي طالبان المعتقلين، لافتاً إلى نجاح اللجنة هذه السنة في الإفراج عن 275 مقاتلاً كانوا في قبضة الجيش الأميركي في أفغانستان، وثمانية آخرين كانوا في معتقل غوانتانامو. في غضون ذلك، هاجم مقاتلون من طالبان نائب حاكم إقليمي وأجبروه على الترجل من سيارته قبل إردائه قتيلاً. وبعد ساعات على ذلك، دخل مقاتلون مسجداً في محيط ولاية هلمند وأردوا قائد الشرطة السابق برصاصة في جبينه وهو يصلي، وفقاً لتأكيد حاكم الولاية شير محمد آغنزاده. ولاذ المسلحون بالفرار، وأطلقت الشرطة حملة لمطاردتهم، اعتقلت في أثرها 12 مشتبهاً فيهم. وجاء الاعتداء بعد نجاة آغنزاده من محاولة اغتيال خارج مكتبه. إلى ذلك، هاجم مقاتلون من طالبان مقر الشرطة الرئيسي في ولاية خوست عند الحدود مع باكستان، ما تسبب في مقتل ضابط وإصابة ستة، بحسب تأكيد الناطق باسم وزارة الداخلية يوسف ستانكزاي. وردت الشرطة بإطلاق النار من دون أن يعرف عدد المصابين في صفوف المهاجمين. ويأتي ذلك بعدما قتل أول من أمس نائب حاكم ولاية نمروز الجنوبية نعمة الله يوسف زاي خلال سفره إلى كابول للمشاركة في مؤتمر السلام والإصلاح. واتهم حاكم الولاية غلام دستقير مقاتلي طالبان بالوقوف وراء الاعتداء. ودمّر مقر الشرطة جزئياً خلال تبادل إطلاق النار بأسلحة خفيفة وثقيلة. ولم يعرف ما إذا تكبد المهاجمون أي خسائر. نتائج الانتخابات في غضون ذلك، انتهت لجنة الانتخابات الأفغانية من احتساب الأصوات في الانتخابات الاشتراعية التي أجريت قبل ثمانية أسابيع، والتي عطلتها تحقيقات في انتهاكات، بحسب تأكيد ناطق باسم اللجنة. وقال بهين سلطان أحمد الناطق باسم لجنة إدارة الانتخابات المشتركة:"انتهينا الآن من احتساب الأصوات". وغالبية الفائزين شاركوا في الانتخابات بصفتهم مستقلين، ما يجعل التنبؤ بالصورة المقبلة للمجلس التشريعي صعبة. غير أن ديبلوماسيين غربيين ومحللين سياسيين يتوقعون أن تكون الغالبية من المناصرين لكارزاي.