أكد السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد أمس، أن هدف الولاياتالمتحدة هو"مغادرة العراق في أسرع وقت من دون أن يسبب ذلك توتراً أمنياً"، مطالباً إيران بلعب دور إيجابي في هذا البلد، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في بغداد أن"هذا الانسحاب سيكون مشروطاً بجهوزية القوات الأمنية العراقية والخطوات التي ستقوم بها الحكومة للمؤسسات الأمنية، ومشاركة المجموعات العراقية في العملية السياسية". وتابع السفير الأميركي أن"من المهم أيضاً أن نعلم كم من الدعم يتلقى المتمردون من الخارج"، مضيفاً أن"ليس من أهدافنا بناء قواعد دائمة في العراق". وقال خليل زاد:"من ناحية المبدأ وطريقة العمل، لا نبقى في مكان لا يريد أهله بقاءنا فيه"، مذكراً بأن الوجود الأميركي في اطار القوات المتعددة الجنسية هو بناء على طلب من الحكومة العراقية، مضيفاً:"سنكون مستعدين لوضع جدول زمني لانسحاب قواتنا بناء على طلب الحكومة المقبلة والمنتخبة من العراقيين". وأشار السفير الأميركي أيضاً الى أن"توجهنا هو الوقوف مع الحكومة والشعب العراقي حتى يكونوا قادرين على الوقوف، وهذا لا يعني بقاءنا بحجم وقدرة تسليح متواصلة في المقدار ذاته". وعن مغادرة القوات الأميركية المدن العراقية كونه مطلب كثير من التيارات الدينية والسياسية في البلاد، أوضح:"مع الوقت لا نرى أن دورنا هو البقاء في المدن". وطالب خليل زاد إيران بلعب"دور إيجابي"في العراق، رافضاً تدخلها في شؤونه الداخلية. وقال رداً على سؤال حول إجراء الولاياتالمتحدة اتصالات مع ايران"إن الفكرة ترتكز على وجوب لعب ايران دوراً ايجابياً في العراق". وأضاف:"لا نريد تدخلاً من إيران في الشؤون الداخلية العراقية"، مضيفاً:"لا نريد انتقال الأسلحة الى المتشددين والارهابيين أو تدريب قوى من هذا النوع". وشدد السفير الأميركي على رفض الولاياتالمتحدة سيطرة إيران على"أجزاء من العراق أو السيطرة على الحكم المركزي في العراق أو مؤسساته الحكومية". كما أكد أن الولاياتالمتحدة"ملتزمة بمساعدة العراق من أجل أن يقف بقوة في المستقبل لأن نجاح العراق هو نجاحنا". وكان مسؤولون ايرانيون كبار أعلنوا في الرابع من الشهر الجاري رفض بلادهم إجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة في شأن العراق، وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي لاريحاني:"لا، لم يحصل أي اتصال". كما نفى إمكان إجراء محادثات مع الأميركيين في الظروف الحالية. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي أن"هذه المسألة تخص العراقيين أنفسهم"، لافتاً الى أنهم"قادرون على بناء مستقبلهم". وكان خليل زاد أعلن في وقت سابق أن الرئيس الأميركي جورج بوش أذن له بالتفاوض مباشرة مع إيران، وذلك في خطوة تعتبر الأولى على هذا المستوى بين واشنطن وطهران منذ انقطاع علاقاتهما الديبلوماسية عام 1979. وأكدت الخارجية الاميركية ذلك لكنها أوضحت أن مهمة خليل زاد تقتصر على"القضايا التي تخص العراق".