قال كريستوفر هيل مرشح الرئيس الاميركي باراك اوباما لمنصب سفير بلاده لدى العراق، ان ايران لا تزال تمثل «مشكلة حقيقية» للعراق. وفيما اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني في النجف أمس ان خلافات بلاده مع الولاياتالمتحدة عميقة ولا تنتهي بكلمات مجاملة، أكد وزير الخارجية السوري من بغداد استعداد بلاده لتقديم المساعدة في انجاح الانسحاب الاميركي من العراق. وقال هيل، في جلسة استماع امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي لتأكيد تعيينه سفيراً في بغداد، ان «المشكلة الحقيقية في المنطقة بالنسبة للعراق تظل جارته القديمة ايران». واضاف ان واشنطن تريد ان تكون «العلاقة جيدة» بين العراق وايران، الا انه اكد ان المسؤولين الاميركيين والعراقيين يريدون من طهران «احترام سيادة العراق» وعدم التدخل في شؤونه. في موازاة ذلك، قال لاريجاني، بعد لقائه المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني في النجف أمس، ان «مشاكلنا مع أميركا ليست بسيطة ولا عاطفية تنتهي بإطلاق بعض المجاملات، كالتبريك والتهنئة»، في اشارة الى رسالة التهنئة التي وجهها الرئيس باراك اوباما الى الشعب الايراني بمناسبة عيد النوروز الجمعة الماضي. واضاف: «يجب ان نناقش جذور المشكلة ولا نريد ان نكون متشددين جداً ولا متساهلين جدا»، متهماً واشنطن بأنها «هي التي حرّكت (الرئيس العراقي السابق) صدّام (حسين) في الحرب ضدنا، والجميع يعلم ما عملته الولاياتالمتحدة ضد إيران على مدى 30 عاماً». وخلص الى ان «الموضوع ليس بسيطاً يحل بعبارات مجاملة». وفي بغداد قال المعلم، بعد لقائه أمس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري، ان سورية «مُستعدة لتقديم المساعدة لإنجاح قرار الرئيس الاميركي باراك أوباما الانسحاب من العراق». ودعا «العرب الى العودة الى العراق بما يعزز علاقته مع محيطه العربي»، مجدداً دعم بلاده «للحكومة العراقية والوقوف الى جانبها». ورفض الحديث عن تدخل دمشق بملف المصالحة، مشددا على انها «شأن عراقي داخلي». وركزت محادثات المعلم في بغداد على ملفات الأمن والمياه ومعاودة تصدير النفط عبر سورية بعد تأهيل الانابيب التي تمر عبرها، فيما أشاد زيباري ب «التقدم الكبير» في التعاون الأمني بين بلاده ودمشق، خصوصاً في إنجاح السيطرة على الحدود بعدما كانت السلطات العراقية تتهم سورية في الماضي بعدم تقديم المساعدة للسيطرة على الحدود ومنع تسلل المسلحين الذين كانوا يعبرون الحدود السورية باتجاه العراق. يذكر ان وزير الخارجية السوري وصل الى بغداد بعد يوم من مغادرة الرئيس التركي عبدالله غل لها في زيارة وصفت بأنها تاريخية ركزت على القضايا الثنائية و»حزب العمال الكردستاني». في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند، امام مجلس العموم البريطاني أمس، ان تحقيقاً كاملاً في الحرب في العراق سيبدأ في اسرع وقت بعد سحب القوات البريطانية من هذا البلد بنهاية تموز (يوليو) المقبل. ومن المقرر ان يستكمل الجنود البريطانيون، وعددهم 4100 جندي انسحابهم من العراق بنهاية تموز المقبل، فيما سيبقى في العراق 400 جندي بريطاني للقيام بمهمات غير عسكرية تركز على تدريب قوات البحرية. ودأبت الحكومة البريطانية على رفض الدعوات الى اجراء تحقيق، مبررة بأنه من غير المناسب بدء التحقيق فيما لا تزال القوات البريطانية تعمل في العراق. وفي بغداد، ذكر الناطق باسم القوات الأميركية الجنرال ديفيد بيركنز ان الهجمات في العراق سجلت ادنى مستوى لها منذ الاشهر التي تلت الاجتياح في ربيع العام 2003، موضحاً ان «الهجمات باتت في ادنى مستوياتها منذ آب (اغسطس) 2003» مؤكدا انها «تراجعت بنسبة 90 في المئة مقارنة مع حزيران (يوينو) 2007».