تميزت جلسة الاسئلة والاجوبة التي عقدها المجلس النيابي امس بموضوعية النقاش والاطر المحددة لها وبالانتقادات التي وجهها النائب جبران تويني لرئيس الجمهورية اميل لحود، والتي استلزمت رداً من المكتب الاعلامي للرئيس على خلفية السؤال الذي تقدم به تويني حول المفقودين في محيط وزارة الدفاع وجثتهم وهم من جنود الجيش اللبناني وتحويل سؤاله الى استجواب لعدم اقتناعه برد وزير الدفاع بالوكالة يعقوب الصراف. كما طلب النائب عزام دندشي تحويل سؤاله حول توقف مشروع الطوارئ الطبي في لبنان الى استجواب فيما اكتفى النائب بهيج طبارة برد الحكومة وبوعد وزير البيئة يعقوب الصراف بعدم تكرار المشكلة في الجواب عن سؤاله حول الروائح الكريهة المنبعثة من باخرة راسية على أحد ارصفة المرفأ التي تحمل ابقاراً مستوردة الى لبنان. واكتفى ايضاً النائب اسماعيل سكرية برد الحكومة والاجراءات المتخذة رداً على سؤاله عن مرض انفلونزا الطيور ومواجهته وكذلك عدد من نواب"تيار المستقبل"حول تعاونيات بيروت الاستهلاكية والنائب ناصر نصرالله حول الموضوع البيئي لحوض نهر الليطاني. وكان النائب تويني أول المتكلمين، مشيراً الى انه تلقى امس جواب الحكومة وتمنى احالة قضية هذه الجرائم الى لجنة تحقيق دولية خصوصاً ان هناك جثثاً لعسكريين. وطلب ان يسأل عن ذلك رئيس الجمهورية اميل لحود الذي كان يومها قائداً للجيش لمعرفة ظروف دفن هؤلاء العسكريين. وتمنى على الحكومة ان يتم التحقيق ليس مع قائد الجيش الحالي انما مع رئيس الجمهورية الذي كان يومها قائداً للجيش. وتطرق تويني الى المقابر الجماعية التي اكتشفت في عنجر والتي لها علاقة بالقوات العربية السورية، وسأل:"كيف يمكن ان تتحول مراكز هذه القوات الى مقابر جماعية"، وطالب بلجنتي تحقيق دولية ومحلية في الموضوع وفي هذه المجازر"التي ارتكبتها سورية بحق الانسانية". ورد وزير الدفاع بالوكالة يعقوب الصراف قائلاً ان المصالحة لا تكتمل الا بمعرفة الحقيقة وان مجلس الوزراء مصمم على معرفة الحقيقة، وجدد الالتزام بكشف الحقيقة للتعرف إلى هوية اصحاب الجثث، لكن النائب تويني لم يقتنع فحول سؤاله الى استجواب. كما حول النائب عزام دندشي سؤاله الى استجواب حول توقف مشروع الطوارئ الطبي في لبنان، وسأل:"من المسؤول عن توقف واجهاض مشروع الطوارئ الطبي في لبنان عبر عدم متابعة وتقويم الخطوة الاولى في الشمال على رغم اهمية هذا المشروع الصحي الحضاري. وكيف واين صرفت الاموال المودعة لدى الصليب الاحمر مقابل انشاء المشروع وادارته، أين هي التقارير عن الاداء والتنفيذ كل 3 اشهر وكيف سكتت وزارة الصحة وسددت الاموال للصليب الاحمر على مدى سنوات. وما هي خطة وزارة الصحة لتنظيم مشروع الطوارئ الطبي في لبنان؟". ورد وزير الصحة محمد خليفة:"لقد قدمت وزارة الصحة نظاماً صحياً متكاملاً للطوارئ بالتنسيق مع الصليب الاحمر". ورأى ان المشكلة مالية محض في هذا الموضوع بين وزارة المال والصليب الاحمر لدعم نشاطات الاسعاف، وهناك عقد اضافي لمحافظة الشمال ولم ينفق على المشروع سوى خمسين مليون ليرة لبنانية وبقي في ذمة الصليب الاحمر 240 مليوناً، وكان على الصليب الاحمر ان يسدد المبالغ المطلوبة منه، وكان جوابه انه انفق المبالغ على تشغيل مراكز الطوارئ، وعلى هذا الاساس جمّد المشروع. وأعلن النائب عزام دندشي عدم اقتناعه بالجواب وطالب بتحويله الى استجواب. وبدأت الجلسة في الثانية عشرة وعشر دقائق برئاسة رئيس المجلس نبيه بري وتمثلت الحكومة برئيسها فؤاد السنيورة وانتهت في الثانية الا ربعاً بعد الظهر. إعلام الرئاسة يرد على تويني وتمنى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على النائب جبران تويني وغيره من النواب والسياسيين"ان يتوخوا الدقة والموضوعية والا يستثمروا دماء الشهداء وجثامينهم عسكريين كانوا أم مدنيين بهدف خدمة اهدافهم الشخصية لأن هؤلاء الشهداء سقطوا دفاعاً عن وطن احبوه وضحوا بحياتهم من أجله فيما يتبين ان بعض الذين يرفعون اليوم الصوت بطرق مشبوهة وملتوية يمعنون في نحر الوطن على مذبح شهواتهم وانانياتهم". واعتبر المكتب في بيان اصدره امس ان"طرح النائب تويني هذه المسألة اليوم بشكل مثير للاستغراب يدل الى ان هم النائب تويني ليس تكريم هؤلاء الشهداء العسكريين بقدر ما هو استغلال ذكراهم لمحاولة النيل من رئيس الجمهورية وهو اسلوب درج عليه النائب تويني لاسباب شخصية لم تعد خافية على أحد". وجاء في البيان"وكان الاجدر به، لو كان حريصاً على ذكرى هؤلاء الشهداء، ان يثير قبل اليوم ظروف استشهادهم ودفنهم، لا سيما وان هذه الظروف لم تكن مجهولة لديه، وهو الذي كان على تواصل دائم مع مسؤولين عسكريين يحرص على اخبارهم بما لديه من معلومات حول الكثير من المواضيع واللقاءات السياسية التي كان يشارك فيها، وذلك سعياً وراء موقع سياسي من هنا، أو دور سياسي من هناك".