أثارت الهزة الأرضية التي تعرضت لها ايران أخيراً وشعر بها سكان دولة الامارات العربية المتحدة، مخاوف خبراء الزلازل في السعودية والخليج. وقال استاذ الجيولوجيا في جامعة الملك سعود، المشرف العام على مركز الزلازل الدكتور عبدالله العمري لپ"الحياة":"لا يعد غريباً ان يشعر سكان الخليج العربي بالهزات الارضية، فالمنطقة تصنف بأنها منطقة زلازل". واكد خبراء غير مرة ان منطقة الخليج التي تقع على الصفيحة العربية مهددة بزلازل كارثية نتيجة قربها من الصفيحة النشطة التي تقع عليها ايران. وقال العمري ان"الزلازل التي تقع في جنوبايران يشعر بها سكان الخليج في شكل واضح على العكس من مدينة طهران على سبيل المثال، نظراً لبعدها عن المناطق التي تتعرض للزلازل". واستشهد بالهزات التي شعرت بها الكويت قبل عام وتلك التي شعر بها سكان سلطنة عمان قبل 3 سنوات بعد الهزة التي تعرضت لها منطقة الحدود بين البلدين. وأرجع استاذ الجيولوجيا ارتفاع نسبة المخاطر في الخليج وتحديداً في الظهران والخبر والاماراتوالكويت، الى وجود البترول. وقال:"أي زلزال يتعرض له الخليج يسبب تشققات تدفع منسوب البترول للاتجاه الى الاسفل". واوضح ان"الزلازل التي يتعرض لها الخليج تقع عادة على عمق 30 كيلومتراً وعادة ما تكون بؤرة الزلازل تحت منسوب الصدع لذلك لا يمكن الشعور بها". وأضاف:"ان بؤرة الزلزال لو كانت بعمق البترول نفسه لكانت كارثية". وتقع السعودية على الصفيحة العربية الممتدة من اليمن جنوباً وحتى تركيا شمالاً ومن البحر الاحمر وحدود البحر الميت غرباً وحتى مناطق جبال زاغروس شرقاً، وهي المنطقة المعروفة بنشاطها البركاني والزلزالي. ويعتبر الجيولوجيون ان بؤر النشاط الزلزالي في المنطقة تقع على حواف الصفائح الغربية في الساحل الغربي البحر الاحمر وبشكل رئيس عند خليج العقبة وجنوب غربي ينبعوجنوب غربي مدينة جدة ومنطقة جازان، اضافة الى الحافة الشرقية للصفيحة التي تشمل الساحل الشرقي والتي تعد"منطقة شديدة النشاط"، نظراً لاندفاع الصفيحة العربية الواقعة عليها واصطدامها بالصفيحة الواقعة عليها ايران. ويتم باستمرار رصد انشطة زلزالية في كل من البحر الاحمر والخليج العربي. وكان مساعد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية للابحاث والدراسات الدكتور ماهر ادريس قال لپ"الحياة"في وقت سابق، ان"البحر الاحمر يتسع عرضه نحو سنتيمترين سنوياً، وهو بالتالي يضغط على شبه الجزيرة ويدفعها باتجاه الخليج العربي". وقال ادريس ان"المنطقة مقدر لها ان تتغير، اذ انه التوسع الذي يشهده البحر الاحمر سيتسبب باختفاء بحر الخليج والتحام السواحل الشرقية للبلاد بالسواحل الايرانية، لكن ذلك يتطلب ملايين السنين"، بحسب ادريس. وأوضح ان"تهديد المنطقة زلزالياً ليس قادماً من المنطقة الغربية بل هو من جبال زاغروس في ايران التي تقع على صفيحة متحركة". وزاد ان"الزلزال قد ينتج بسبب تراكم الضغوط في منطقة جغرافية معينة". ويرى ان"المنطقة الشرقية تعتبر هادئة زلزالياً على الرغم من وقوعها على الصفيحة العربية التي تتحرك باستمرار لتتصادم مع الصفيحة الآسيوية ما ينتج عنها زلازل مدمرة تقع في الجانب الايراني والمنطقة الآسيوية". لكنه اكد"أن في ظل التحركات الجيولوجية لا يمكن ان توجد منطقة آمنة". ولمزيد من الاحتياطات نادى غير خبير جيولوجي، بضروة تهيئة المساكن في المنطقة الشرقية والخليج لمقاومة الزلازل. وقال العمري:"لا بد من تفعيل قانون البناء والالتزام بمراعاة موقع المناطق الزلزالية النشطة". فيما ذكر خبراء انه"بات من الضروري مراعاة مواصفات البناء لتلافي أي خطر ينتج عن هزات ارضية".