عاد أمس السفير الليبي لدى السعودية الدكتور محمد سعيد القشاط إلى الرياض ليعاود عمله. ومن المتوقع أن يعود السفير السعودي لدى ليبيا إلى طرابلس الغرب قريباً. وكانت السعودية قررت في 22 كانون الأول ديسمبر من العام الماضي، سحب سفيرها لدى ليبيا، وطلبت مغادرة السفير الليبي لديها، بعدما كشفت السلطات السعودية مؤامرة لاغتيال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حين كان ولياً للعهد، أعد لها ضباط في الاستخبارات الليبية، قبض على خمسة منهم. وقال القشاط ل"الحياة"إنه عاد لممارسة مهمات عمله"بعد اتصالات جرت خلال الأسابيع الماضية، أسفرت عن اتفاق على عودة سفيري البلدين"كل الى مقر عمله. ورفض القشاط، الذي شارك ضمن وفد بلاده برئاسة وزير الخارجية عبدالرحمن شلقم، في أعمال قمة مكة الإسلامية، أن يكشف طبيعة الاتصالات وأطرافها. وكان الملك عبدالله قام في 8 آب اغسطس، بعد أسبوع من توليه عرش المملكة، ببادرة عفو كبيرة، حين أمر بالعفو عن الضباط الليبيين الخمسة الذين كانت السلطات الأمنية السعودية قبضت عليهم وهم يحضرون للمؤامرة في السعودية، وأمر بإطلاق سراحهم. وكان وفد ليبي برئاسة أحمد قذاف الدم مبعوث الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، وفي عضويته السفير القشاط، قدم العزاء للقيادة السعودية بوفاة الملك فهد بن عبدالعزيز. وأجرت ليبيا اتصالات، غير مباشرة وعبر وسيط عربي، لتحقيق مصالحة مع المملكة. وكان متوقعاً تحقيق هذه المصالحة خلال حضور القذافي أعمال قمة مكة الإسلامية الأربعاء الماضي، لكن الرياض ارتأت أن الوقت غير ملائم لذلك، خصوصاً أن الملك عبدالله أراد ألا تنشغل القمة الإسلامية بأي مواضيع جانبية.