أجهزة تحسس لكشف التلوث والأمراض المتوطنة في الأهوار ذكر مصدر بيئي مخول في مدينة الناصرية 400 كلم جنوببغداد أن منظمة الپ"يونيب"UNBE التابعة للأمم المتحدة وافقت على مشروع لنشر أجهزة للتحسس البيئي في مناطق الأهوار في محافظاتالبصرة والعمارة والناصرية، وكلها في جنوبالعراق. وأضاف المصدر في تصريح إلى"الحياة"، أنه تم تحديد ثلاثة مواقع في مناطق اهوار الناصرية، هي الخويسه في ناحبة كرمة بني سعيد، والمواجد في قضاء الجبايش، والرميض في ناحية الإصلاح. وستُموّل الأجهزة من المنحة اليابانية التي أقرت خلال اجتماع عقد أخيراً في العاصمة الأردنية عمان، حضره مسؤولون عن وزارة البيئة العراقية، ومجلس أبناء الأهوار، اضافة إلى عدد المهتمين في شؤون الاهوار في جامعة البصرة. ولفت المصدر إلى أنه المشروع الأول من نوعه في الاهوار. وسيقدم خدماته لأكثر من مليون نسمه. ويشتمل على منظومة كاملة من أجهزة التحسس البيئي التي تكشف مواقع التلوث، اضافة الى قدرتها على رصد الأمراض المتوطنة والوبائية في تلك المنطقة. وأشار المصدر إلى أن الدوائر المختصة أنهت الدراسات كافة لإعداد مركز للدراسات والبحوث العلمية للاهوار، ومتحف خاص يعنى بالمعالم الأثرية فيها يكون مركزه قضاء الجبايش، إضافة إلى الثروة الحيوانية والطبيعية في الاهوار. وعلى صعيد آخر، كشف مصدر طبي في مدينة الناصرية عن وجود إصابات بمرض"الثلاسيما"، وهو نوع وراثي من فقر الدم الحاد يصيب الأطفال من أعمار متفاوتة. وأعلن الدكتور خضير العبيدي رئيس قسم الأطفال في مستشفى الولادة والأطفال في الناصرية أن عدد المصابين بالمرض بلغ نحو المئتين في مناطق مختلفة من المحافظة. ويعالجون في قسم متخصص، لكنه لا يحتوي على مقومات العلاج الحديث. وأبدى أحد الممرضين العاملين في ردهة الأطفال عن انزعاجه الشديد مما يعانيه القسم من نقص حاد في تجهيزات علاج الأطفال. وأشار الى انهم يفترشون الأرض أثناء عملية نقل الدم ما يسبب مخاطر كبيرة على حياتهم. وطالب المنظمات والهيئات الصحية والانسانية ووزارة الصحة بتوفير المستلزمات الأساسية لعلاج هذا المرض، الذي يشكل كابوساً مخيفاً على الطفولة في العراق. بليون يورو تعويضات لضحايا الدم الملوّث طالبت وزارة الصحة العراقية شركة"ماريو"الفرنسية بدفع تعويضات مالية مقدارها بليون يورو كتعويض على المصابين الذين أصيبوا بمرض الايدز بسبب دم ملوث ورّدته تلك الشركة الى العراق في ثمانينات القرن الفائت. وارتكزت تقديرات الوزارة على الأرقام التي تُدفع للمواطنين الأميركيين في أحوال مماثلة. وذكرت الوزارة أنها ستتابع القضية حتى يتم تعويض المصابين وعائلاتهم. وشكلت الوزارة فريق عمل جديداً من المحامين والاستشاريين القانونيين لمتابعة القضية المرفوعة من الحكومة ضد الشركة. ويعمل الفريق بالتنسيق مع نحو 400 محام أميركي رفعوا قضايا أخرى للمطالبة بتعويض المصابين العراقيين وعائلاتهم. ويقود الفريق الأميركي المحامية المعروفة كارول البصري، التي كسبت الكثير من الدعاوى المُشابهة. ويذكر ان الشركة المعنية صدّرت بين عامي 1982 و1986 دماً ملوثاً بالايدز إلى العراق. وأُصيب بسببه 275 عراقياً بالمرض، لم يبق منهم سوى 60 على قيد الحياة. أكثر من 20 اصابة بالسرطان يومياً كشف احصاء جديد لوزارة الصحة عن اصابة أكثر من 20 مواطناً بالسرطان يومياً. وأشار مصدر مسؤول في الوزارة الى ان عدد الاصابات المسجلة خلال العام الماضي تجاوز 7500 اصابة. وأوضح ان أسباب زيادة معدلات الاصابة بالمرض يعود إلى نسبة التلوث الاشعاعي الذي خلفته الحروب الأخيرة في العراق، والتي استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة بما فيها قذائف البلوتونيوم المنضَّب. والذي استخدمته القوات الأميركية بكثافة في حربين متواليتين في العراق، بالنظر الى كفاياته العالية في خرق تصفيحات الدروع. وبيّن ان معظم الحالات المكتشفة تتركز في المناطق الجنوبية. وتتألف معظم هذه الاصابات من سرطان الدم بأنواعه المختلفة، إضافة الى سرطانات الجهاز اللمفوي والدماغ وبقية أورام الجهاز العصبي، وسرطانات الأطفال وأورام الثدي لدى النساء وغيرها. وأشار إلى ان عدد الاصابات في العراق راهناً تزيد على 140 ألف حالة. وقال المصدر ان وزارة الصحة تبذل جهوداً حثيثة لوضع خطة مشتركة مع وزارات البيئة والعلوم والتكنولوجيا، لإنجاز دراسات مسحية عن نسب التلوث الاشعاعي في العراق.