دعت وزارة الدفاع العراقية أمس، ضباط الجيش العراقي المنحلّ الراغبين في العودة والانخراط في الجيش العراقي الجديد الى مراجعة مراكز التطوع في البلاد. وجاء في بيان للوزارة:"ندعو ضباط الجيش العراقي السابق الذين يرغبون في العودة الى صفوف الجيش العراقي الجديد لخدمة الوطن الغالي مراجعة مراكز التطوع في عموم البلاد". وأوضح البيان أن"العودة الى صفوف الجيش العراقي، جيش كل الشرفاء مقتصرة على الرتب من رائد فما دون"ومن جميع الوحدات، مضيفاً أن"على الراغبين في التطوع مراجعة المراكز المفتوحة في عموم القطر لإجراء الفحص الطبي والمقابلة". وحدّد البيان مراكز في كل من بغداد والبصرة والسليمانية وأربيل والحويجة والحبانية. وأكد قائد القوات البرية في الجيش العراقي الجديد الفريق الأول عبد القادر محمد جاسم ل"الحياة"أن باب التطوع لاستيعاب ضباط الجيش العراقي المنحلّ"مفتوح بضوابط"، لافتاً الى أن"الجيش الحالي في حاجة الى رتب من ملازم أول إلى رائد في شكل خاص، وهذا يتطلب فتح باب التطوع لضباط الجيش السابق". وتابع أن عودتهم تجري في شكل مدروس وبضوابط أبرزها أن لا يكون المتطوع من الأمن الخاص وقوات الطوارئ وفدائيي صدام، لكن الشروط لا تستثني من كانوا منتمين إلى حزب"البعث"المنحلّ. وتباينت مواقف ضباط سابقين استطلعت"الحياة"آراءهم من هذه الدعوة، اذ اعتبر كثير منهم أنها لا تتفق مع ما يتعرّض اليه القادة والعسكريون السابقون من عمليات اغتيال وخطف وتهديد منظمة من جماعات مجهولة أو القوات الأميريكة والعراقية، فيما رآها آخرون"بارقة أمل"كونها تعيدهم الى مراكزهم ورواتبهم وتدعم امكانات الجيش العراقي. وشكّك المقدم في الجيش السابق سعد ماجد في نيات الحكومة العراقية في"إرجاعنا الى الخدمة"، موضحاً ل"الحياة"أن عشرات الضباط قُتلوا في ظروف غامضة واعتقلت قوات أميركية مئات آخرين. ولفت الى عملية دهم نفذها الجيش الأميركي في حي الضباط ببغداد حيث اعتقل 40 ضابطاً تتراوح رتبهم بين رائد وعميد، واقتيدوا الى قاعدة"عين الأسد"في منطقة البغدادي غرب الرمادي. وقال الملازم أول بيان السامرائي ل"الحياة"إن الجيش السابق لم يكن جيش صدام بل مؤسسة لها مهام وطنية وقومية وحماية الأمن ومساعدة العراقيين والدفاع عنهم لأكثر من 83 عاماً، مشيراً الى تفضيله العمل في التجارة على العودة الى الجيش الجديد الذي ينفذ الأوامر الأميركية ولا يخضع للسلطة العراقية. واعتبر عميد سابق فضل عدم ذكر اسمه أن عودة الضباط السابقين الى الجيش الجديد رهن ارتباطه بالمحاصصة الطائفية التي فرضت جيشاً تقوده المليشيات الحزبية الكردية والشيعية. أما الملازم السابق خالد عبد الله فأكد أنه سينتمي الى الجيش الجديد لأن"سجله نظيف ولم يؤذ أحداً، وهو في حاجة الى الوظيفة لإعالة أسرته". وزاد أن"المجرمين الذين انتسبوا الى الجيش السابق وكانوا أداة بيد صدام ورموز نظامه قُتلوا ثأراً أو هاجروا من البلد أو اعتقلوا".