تفرض الإمكانات المتواضعة والطموحات المحدودة بذاتها على واقع حال كرة القدم اللبنانية، بانتظار الانفراجات التي ينشدها الجميع. وفي ضوء ما تقدم، لن تختلف مسيرة انطلاق بطولة الدوري غداً بمباراة العهد والصفاء، عن سابقتها إلا بالآمال المعقودة على تبدلات ميدانية وفنية من منطلق"الخطوات التصحيحية"، التي قررت اللجنة العليا الجديدة"التوافقية"لاتحاد اللعبة اعتمادها تأسيساً"لبناء صلب طال انتظاره". وتقام المرحلة الأولى من المسابقة بعد أيام قليلة من انتهاء مسابقة كأس النخبة العاشرة، التي احتفظ النجمة بطل الدوري بلقبها للمرة الخامسة على التوالي. وستمضي المنافسات قدماً على ايقاع مشاركة عشرة أندية، ولموسم واحد فقط، بعد الترتيبات الإدارية والتعديلات ليقام موسم 2006- 2007 بپ"دزينة أندية"تراعي الظروف الفنية والتوزيع المناطقي. لكن اللافت المعاناة المادية عند الجميع، حتى ان بعض الفرق تدخل البطولة و"اتكالها"على الصمود والصمود فقط للبقاء في مصاف الأضواء. وتتراوح الموازنات بين 1.5 مليون دولار ونحو 400 ألف، ما يعني ان"النزاع"على اللقب ثابت عموماً، وعلى شاكلة ما جرى في"النخبة"بين النجمة الساعي الى تأكيد زعامته، والأنصار الطامح الى استعادة مكانته وإنعاش ارقامه القياسية، والعهد الذي يتطور موسماً بعد آخر... وإلى صفوة المقدمة تتطلع أندية الى نثبيت اقدامها والمحافظة على"تراثها"في الدرجة الأولى، وفي مقدمها الصفاء والتضامن صور وأولمبيك، الذي انتقلت رخصته الى طرابلس بعدما"باع"معظم نجومه، فكان التجديد وفق مرئيات واقع الحال، وهو الهدف الذي ينشده السلام العائد وهمه مواجهة الاحتمالات كلها وتفاديها، والراسينغ العريق الذي أرسى في الدرجة الثانية خطة طويلة المدى لئلا يعاود السقوط... في حين يستمر الريان في الأضواء بأقل موازنة ممكنة وبمجموعة من اللاعبين المكافحين. وجدد المبرة الذي أقلق الكبار الموسم الماضي، صورته وطموحه"المنافسة الحقيقية". وتأتي الاستعانة باللاعبين الأجانب على صورة الإمكانات ومثالها، وبالطبع لم تتمكن الفرق من"استيراد"نجوم سوبر، وبعض المشاركين من الذين اعتادوا الأجواء اللبنانية وتأقلموا مع فرقها. وعموماً شكلت الأموال التي أنفقت في حركة الانتقالات واستقدام أجانب جدد ربع ما كان ينفق ويخصص. وتريث البعض بانتظار مرحلة الإياب، حيث سيكون بمقدور الأندية استكمال النواقص، طالما ان القلة استنفدت العدد المسموح به وهو ثلاثة لاعبين أجانب. وبلغ عدد اللاعبين الأجانب الذين سيشاركون في البطولة 29 لاعباً من 8 جنسيات، موزعين كالآتي: خمسة لاعبين من كل من نيجيريا وفلسطين، أربعة من كل من البرازيل وسيراليون وغانا، ثلاثة من مصر، اثنان من كل من العراق وأوروغواي. واكتفى النجمة وصيف كأس الاتحاد الآسيوي بقديمه الغاني امانويل، في مقابل تعزيز ترسانته المحلية بأحمد الصقر وفيصل عنتر من اولمبيك واحمد النعماني من الصفاء، وهيثم زين من التضامن صور ومحمد قبوط من الريان. وكان تخلّى عن هداف الدوري والعرب محمد قصاص 20 هدفاً لمصلحة القادسية السعودية حيث فرض نفسه وايقاعه. في حين استنفد الأنصار وأولمبيك طرابلس العدد المطلوب، فأبقى الأنصار على فابيو سانتوس داسيلفا واستقدم العراقيين صالح سدير وهوار محمد، وأولمبيك الغانيين كوما باجو وبيكو كوفي أسا وأدي لي. تنطلق البطولة الجديدة برهان اتحادي على النجاح يثبتّ تشكيلته التوافقية، ويسعى الى ان تواكب بطولات الفئات العمرية حرارة الموسم لتعزز القاعدة، كما يتطلع ان تكون المتابعة الجماهيرية قوية، على غرار نهائي النخبة ما يسهّل لاحقاً الكثير من الشؤون التمويلية والرعائية، وهذا مشروط أصلاً بكفاية تحكيمية وسعة أفق اداري وخطط تطويرية. وهي ورشة عمل مستمرة.