سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جنازة عسكرية حضرها "ابو مازن" وتغيب عنها قريع ومعظم الوزراء والدفن تم خارج مقبرة العائلة . إطلاق نجل موسى عرفات بثلاثة شروط منها فتح ملف الفساد وعدم مساءلة المتورطين
شُيع جثمان مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون العسكرية اللواء موسى عرفات الى مثواه الاخير في مقبرة الشيخ رضوان في مدينة غزة، في مراسيم عسكرية بحتة خلت من وجود مدنيين باستثناء عدد من افراد اسرته. ورغم تغيّب معظم المسؤولين الفلسطينيين، بمن فيهم رئيس الوزراء والوزراء، شارك الرئيس محمود عباس والى جانبه منهل عرفات ابن موسى عرفات في صلاة الجنازة التي اقيمت داخل مقر الرئاسة في مدينة غزة بعد ان نقل جثمان عرفات من مستشفى الشفاء الى منزله في ظل اجراءات أمنية مشددة رافقت الموكب العسكري وصولاً الى المقبرة. وجرت المراسيم بهدوء باستثناء اطلاق كثيف للرصاص من عدد من المسلحين التابعين لحركة"فتح"من انصار عرفات. وذكرت مصادر مطلعة ان المسؤولين في السلطة ارتأوا عدم نقل جثمان عرفات الى مسقط رأسه في خان يونس جنوب قطاع غزة حيث تقع مقبرة عائلة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات القدوة تحسباً لأي احتكاكات قد تطاول محيط المستوطنة المخلاة"غوش قطيف"قبل 24 ساعة من بدء خروج الجيش الاسرائيلي منها، ما قد يزيد من تعقيد الاوضاع الامنية المتوترة في القطاع. وأفاقت مدينة غزة على ملامح واقع جديد سترسمه المرحلة المقبلة بعد الانسحاب. ولم يخفف من حال الاحتقان سوى اطلاق منهل نجل عرفات الذي اغتالته مجموعة من المسلحين الفلسطينيين تابعة ل"ألوية الناصر صلاح الدين"، الجناح العسكري ل"لجان المقاومة الشعبية"امام منزله الاربعاء الماضي. وجاء اطلاق منهل بناء على اتفاق تم التوصل اليه بين المجموعة وقياديين في حركة"فتح"وبوساطة مصرية تم التعهد بموجبه على"اعادة المظالم الى اهلها، وفتح ملف الفساد، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب"، كما ورد على لسان الناطق باسم"ألوية الناصر صلاح الدين""ابو مجاهد"في مؤتمر صحافي عقد في ساعة متقدمة من ليل الخميس - الجمعة اعادت فيه"الالوية"تأكيد مسؤوليتها عن عملية الاغتيال. وجاء المؤتمر الصحفي متأخرا 24 ساعة عن الموعد الذي حدده"ابو عبير"، احد الناطقين باسم"لجان المقاومة الشعبية"في البيان الاول الذي تبنى فيه الاغتيال. وقال"ابو مجاهد"ان وحدة تابعة للالوية قتلت"العميل الهالك لتورطه في اغتيال عدد من قادة المقاومة بمن فيهم قائد كتائب عز الدين القسام يحيى عياش والشيخ اسماعيل ابو القمصان قائد ألوية الناصر صلاح الدين ومحمد صلاح وعلي مهنا". واضاف ان موسى عرفات"كان اول من اعتقل المجاهدين ومارس ابشع وسائل التعذيب ضدهم في زنازين الاستخبارات". واتهمت"الوية الناصر"عرفات بالعمل على ترويج المخدرات والابتزاز والاستيلاء على اموال الناس"وافتعال المشاكل بين الاجهزة الامنية"الفلسطينية. ووجه الناطق باسم المجموعة حديثه الى المواطنين الفلسطينيين"الذين تضرروا من ممارسات موسى عرفات ومنهل التوجه الى الاخوين سمير مشهرواي واحمد حلس قياديا فتح اللذان تسلما منهل بعد اطلاقه وبيان ما تعرضوا له من اجل استرداد حقوقهم". وقال الناطق ان اطلاق منهل عرفات تم بشرط الا يتعرض الذين اغتالوا والده للمساءلة. ونقل منهل الى مقر الرئاسة بمرافقة رجال الامن قبل ان يعود الى منزل والده الذي احاطت به قوات كبيرة من الشرطة والامن الفلسطينية. وذكرت مصادر فلسطينية ان منهل كان محتجزا داخل منزل احد قادة"الوية الناصر"في حي الزيتون في مدينة غزة. ومع مواراة عرفات الثرى، يرى الفلسطينيون ان على السلطة ان ترد على مجموعة من الاسئلة المعقدة وان تتعاطى مع قضايا عدة ليس اقلها الاتهام الذي وجهه احد قادة جهاز الاستخبارات العسكرية لوزير الداخلية الفلسطينية اللواء نصر يوسف ب"التقصير"وعدم التحرك والتدخل لوقف عملية الاغتيال والهجوم على منزل موسى عرفات الذي شارك فيه عشرات المسلحين الفلسطينيين التابعين لمجموعة"لجان المقاومة الشعبية". يضاف الى ذلك حال الفوضى التي ظل القطاع يغرق فيها خلال السنوات الاربع الماضية بسبب متنفذين في السلطة واجهزتها الامنية، خصوصا الفترة التي كان فيها الرئيس الراحل ياسر عرفات غائباً عنها بسبب الحصار الذي فرض عليه في مقره في مدينة رام الله في الضفة الغربية. والى جانب ذلك كله، الاجابة على السؤال هل ستقدم السلطة ورئيسها الجديد على فتح"ملفات الفساد"قانونيا، وهي ملفات تطاول اصحاب"مراكز نفوذ"في هذه المرحلة الدقيقة او تكون قادرة على ذلك في ظل الصراع الداخلي في السلطة نفسها وداخل"فتح".