اتهمت موسكو لجنة التحقيق الدولية الخاصة بانتهاكات برنامج"النفط للغذاء"في العراق، بتقديم"وثائق مزورة". ولفتت الى لجوء جهات لتزوير تواقيع عدد من المسؤولين والشخصيات الرسمية الروسية، وقالت إنها طالبت رئيس اللجنة بول فولكر بتوضيح مصادر معلوماته. لكنها لم تحصل حتى الآن على أجوبة. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس عن استياء بلاده من تجاهل اللجنة الأسئلة التي قدمها خبراء روس ل"كثير من المعلومات المزورة التي وردت في وثائق قدمتها اللجنة الى موسكو". وقال خلال حديث ادلى به الى الصحافيين أمس في موسكو بعد عودته من جولة في الشرق الأوسط، شملت الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ان"عدداً كبيراً من الوثائق التي استخدمتها اللجنة مزور". وأضاف انه لم يطلع بعد على التقرير الأخير الذي قدمه فولكر، مشيراً الى اهتمام موسكو"بدراسة دقيقة لمحتوياته". وزاد ان المهم هو التحقق من"مما ورد فيه"، وأن موسكو اتصلت باللجنة أكثر من مرة، بناء على طلبها، و"طرحنا أسئلة عدة لأن الوثائق التي قدمت الينا فيها معطيات غير صحيحة ومن دون اثباتات، كما تم تزوير تواقيع عدد من المسؤولين والرسميين الروس". وقال إن روسيا طلبت ذكر المصادر التي زودتها بهذه المعطيات، لكنها لم تتلق رداً حتى الآن. وكانت اسماء عدد من كبريات الشركات الروسية وردت في اللائحة التي قدمها فولكر واتهمها بتوقيع عقود غير قانونية في عهد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وتعد مجموعة"لوك اويل"النفطية العملاقة أبرز المتهمين بين الشركات الروسية. وشكك أمس ناطق باسم المجموعة بصدقية التقرير الجديد الذي قدم الى مجلس الأمن الخميس. واعتبر انه"ليس موضوعياً"، ملمحاً الى"أبعاد سياسية واقتصادية"تهدف الى استبعاد الشركات الروسية من العراق. وكان نشر"اللائحة السوداء"التي ضمت اسماء شخصيات روسية سياسية بارزة، أثار جدلاً واسعاً في موسكو، خصوصاً ان بينها زعماء أحزاب سياسية، مثل غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي وفلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب القومي الذي كان معروفاً بمناصرته القوية لصدام قبل ان ينقلب موقفه جذرياً بعد انهيار النظام العراقي. وضمت اللائحة كذلك اسم رئيس الديوان الرئاسي السابق الكسندر فولوشين. وذكرت مصادر ان واحدة من الوثائق المقدمة تحمل توقيع فولوشين المعروف بأنه كان من أكثر الشخصيات نفوذاً في روسيا، وتزعم ما عرف باسم"العائلة"التي حكمت البلاد في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسن.