جاء في تقرير للجنة تابعة لمجلس الشيوخ الامريكي نشر أمس الاثنين ان حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين قدمت لكبار المسؤولين الروس حقوقا نفطية درت عليهم ملايين الدولارات في اطار برنامج النفط مقابل الغذاء وذلك في مسعى لرفع العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة على العراق. وأبلغ طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي السابق لجنة التحقيقات الفرعية الدائمة في مجلس الشيوخ الامريكي ان تلك المخصصات النفطية كانت «ثمنا للتأييد.» ووجه التقرير الذي استند الى وثائق والى لقاءات مع رمضان ومع طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق اصبع الاتهام الى الكسندر فولوشين كبير الموظفين السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي رأس المجلس الرئاسي الروسي وأيضا للرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن. كما ذكر التقرير ان قائمة المنتفعين ضمت ايضا النائب القومي الروسي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي والذي كان يتردد على العراق كثيرا. وكشف المخصصات الروسية المزعومة تقرير لوكالة المخابرات المركزية الامريكية أعده تشارلز دولفر مفتش الاسلحة الامريكي السابق في الاممالمتحدة والذي نشر في اكتوبر. وذكر محققو مجلس الشيوخ انه لا توجد ادلة على معرفة بوتين بهذه المدفوعات. وكان هدف صدام هو رفع العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة على العراق بعد ان غزا الكويت عام 1990. وأورد التقرير الجديد وثائق تكشف كيف تمت هذه التحويلات والشركات الوهمية في قبرص وسويسرا واماكن اخرى وايضا تورط شركة باي اويل التي وجه الادعاء الامريكي الاتهام لمديرين فيها الشهر الماضي. وجاء في التقرير ان جيرينوفسكي وحزبه الديمقراطي الليبرالي الروسي كوفئا بحق بيع 75,8 مليون برميل من النفط الخام العراقي في الفترة ما بين يونيو حزيران عام 1997 وحتى ديسمبر كانون الاول عام 2002. وأضاف التقرير ان أرباح جيرينوفسكي وحزبه من هذه العقود قد تصل الى 8,679 ملايين دولار. وقدرت اللجنة التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي ما دفع للمجلس الرئاسي الروسي إما من خلال فولوشين أو من خلال كاتم أسراره سيرجي ايساكوف بنحو ثلاثة ملايين دولار. وفي نفس الوقت كسبت حكومة صدام من وراء ذلك رشى بلغت قيمتها 5,6 ملايين دولار. وقال نورم كوليمان رئيس اللجنة خلال مؤتمر صحفي هاتفي «الغرض من جلسات الاستماع هذه هي الكشف بالتفصيل .. عن حجم المخصصات الضخمة لروسيا في حين انها دولة مصدرة للنفط. ونفى فولوشين وجيرينوفسكي من قبل هذه المزاعم وقال مسؤولون روس انهم سينتظرون التقرير النهائي لبول فولكر.