اعتبر رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان أن الطلاب الذين تخرجوا من برنامج تدريبي في العمارة تميزوا عن غيرهم بشمهم رائحة تراب هذه الأرض، مشدداً على عدم المساس بالتراث العمراني للمملكة، سواءً من مؤسسات الدولة أو المسؤولين أو المواطنين. وقال خلال حضوره أمس الحفلة التكريمية ل19 طالباً من المشاركين في برنامج تدريب طلاب كلية العمارة والتخطيط الصيفي الثاني الذي تنظمه الهيئة بالشراكة مع كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض: «أصبح الناس تستقطب المعماريين والمهندسين من أنحاء أخرى من العالم برواتب أقل، لأن المهندس السعودي لم يضع قيمة مضافة للمشاريع التطبيقية في مجال التراث العمراني إلى حدّ كبير»، مشيراً إلى اهتمام الدولة بالحفاظ على التراث العمراني من خادم الحرمين الشريفين في حماية مواقع التراث الإسلامي، وعدم المساس والعبث بافلتراث العُمراني إلا بعد الرجوع إلى الهيئة حتى يتم دراسته وتوثيقه وفق قرارات مؤسسية وعلمية. وأضاف أن أهم سمات التطور والرقي الحضاري هو اهتمام الجامعات بالتراث الوطني، إذ «نتطلع إلى أن تسهم الجامعات الأخرى في مثل هذه البرامج، كونها تهدف إلى التعريف بالتراث العمراني، ووسائل المحافظة عليه، وتطويره وفق المناهج العلمية». وتابع في حديثه إلى الطلاب: «أنتم لم تعملوا فقط في موقع تراثي، ما سيكسبكم ميزة إضافية في مستقبلكم المعماري كمعماريين ومهندسين، وتميزكم عن زملائكم بفارق كبير، لأنكم لمستم أرض بلادكم وترابكم، فيما غيركم يعمل في أماكن مغلقة وعلى برامج حاسوبية، وأنكم شممتم رائحة تراب هذه الأرض وعبقها». وزاد: «أنتم تمثلون جيلاً جديداً من المعماريين الوطنيين، وليس المعماريون الذين يقلدون ويطبّقون ما يعمله الآخر، لذلك اليوم أصبح الناس تستقطب المعماريين والمهندسين من أنحاء أخرى من العالم برواتب أقل، لأن المهندس السعودي لم يضع قيمة مضافة للمشاريع التطبيقية في مجال التراث العمراني إلى حدّ كبير». ويهدف البرنامج الذي استمر لمدة 360 ساعة تدريب إلى إعطاء الطلاب جرعة تدريبية وتوعوية بالتراث العمراني، والتعريف بآليات وسياسات الترميم للمباني وفقاً للمعايير والمواثيق الدولية. من جهة أخرى، دشنت الهيئة العامة للسياحة والآثار الموقع الالكتروني لملتقى التراث العمراني الوطني، والمزمع إقامته في محافظة جدة في نوفمبر المقبل. ويحتوي الموقع الالكتروني للملتقى http://www.nbhf.org.sa على عدد من النوافذ المتعلقة بفعاليات الملتقى، وأهدافه، وأبرز المتحدثين فيه، والجهات المشاركة في الملتقى، ومحاور وجلسات الملتقى، ومكان وموعد انعقاده، وموعد تقديم الأبحاث واللجنة العلمية، وملخصات أوراق البحوث، والفعاليات المصاحبة للملتقى، وإصدارات الهيئة، والمكتبة الالكترونية. ويأتي الهدف من انعقاد الملتقى لتقويم الوضع الراهن للتراث العمراني الوطني في منطقة مكةالمكرمة، وإبراز الدور الاقتصادي للاستثمار في مجال تطوير مواقع ومباني التراث العمراني في المملكة، وتحديد المعوقات التي تعترض تمويل مشاريع المحافظة على التراث العمراني وتنميته وإيجاد الحلول المناسبة لتذليلها، ودور التعليم الجامعي في المملكة في مجال التراث العمراني، ورفع مستوى وكفاءة التنسيق والشراكة بين الجهات ذات العلاقة بالتراث العمراني في المملكة بما يعود بالمنافع الاجتماعية والعوائد الاقتصادية وزيادة فرص العمل في مجال المحافظة وإعادة تأهيل واستثمار مباني ومواقع التراث العمراني، والإشكالات التقنية التي يعاني منها التراث العمراني وفرص البحث العلمي والاستثمار الاقتصادي في هذا المجال. وبدأت اللجنة التحضيرية للملتقى اجتماعاتها الإعدادية التي ناقشت من خلالها ما تم إنجازه بشأن البرنامج العلمي للملتقى والمعرض المصاحب، بالإضافة إلى الحملة الإعلانية والمطبوعات الخاصة بالملتقى.