عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أسفه الشديد للأحداث التي وقعت في المناطق الفلسطينية واعتبر انها"تسيء كثيراً الى التهدئة والهدنة التي التزمنا بها". وقال عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبيل محادثاتهما أمس في قصر الاليزيه، ان كل المنظمات التي وقعت على اتفاق التهدئة في القاهرة استنكرت هذه الاحداث. واضاف:"نحن نعرف ان هناك من يريد ان يخرب علينا وبالتالي فإنه يقوم بهذه الأعمال المسيئة الينا". وتوقع عباس الذي وصل الى باريس من القاهرة حيث اجتمع مع الرئيس حسني مبارك استئناف العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية في اقرب وقت"لأن هناك الكثير مما يمكن ان نتحدث عنه مع الاسرائيليين". واعتبر ان انتهاء الاحتلال في غزة ومناطق في الضفة الغربية يمثل نهاية مرحلة والوصول الى مرحلة جديدة للبناء والتعمير. وأبدى أمله في ان"نتمكن من تقديم الدعم لشعبنا ليتخلص من الفقر والإحباط"ولذلك"نشدد على الهدنة والتهدئة وانهاء المظاهر المسلحة حتى يشعر الشعب انه بلغ مرحلة طبيعية". وأوضح عباس ان المسيرة الديموقراطية وسيادة القانون قد بدأتا وأكد تصميمه على المضي بهما حتى النهاية. وقال:"نتخذ كل الاجراءات اللازمة من أجل تثبيت سيادة القانون والديموقراطية ونحن مقبلون في الشهر المقبل على انتخابات تشريعية"، معرباً عن أمله بالحصول على دعم فرنسا ومساعدتها للوصول الى هذه الانتخابات. وعبر عن سروره البالغ لزيارته باريس بصفته رئيساً للسلطة الفلسطينية، علماً بأنه زارها سابقاً أكثر من مرة"برفقة صديقكم الراحل الرئيس ياسر عرفات الذي كانت تربطكم به علاقة حميمة". وتابع:"كنت أعرف تماماً الدور الذي تلعبه فرنسا وتلعبونه شخصياً أي شيراك من أجل القضية الفلسطينية"، وأن فرنسا تلعب دوراً ايجابياً من خلال العلاقات الثنائية ومن خلال الرباعية الدولية، للتوصل الى حل عادل للقضية الفلسطينية. وكان شيراك رحب بضيفه الفلسطيني بقوله ان زيارته تأتي في ظل مرحلة خاصة، مشيراً الى الانسحاب من غزة الذي يبين أن السلام ممكن اذا توافرت الارادة. وأكد انه راغب في اعطاء زخم للعملية السياسية للتوصل الى حل عبر قيام دولتين قابلتين للاستمرار وتعيشان جنباً الى جنب بسلام. ورأى ان"خريطة الطريق"تبقى في هذا الاطار مرجعية لفرنسا والاتحاد الأوروبي اللذين يتابعان ويعززان مساعدتهما للسلطة الفلسطينية في الاصلاحات التي ينبغي ان تستمر في مجالات الأمن والقانون والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. واشار الى ان فرنسا والاتحاد الأوروبي باقيان دائماً الى جانب اولئك الذين يريدون العمل من أجل السلام في المنطقة. والتقى الرئيس الفلسطيني مساء أمس في باريس المبعوث الدولي الى لبنان تيري رود لارسن، الذي كان رتب اللقاء الذي سيعقد صباح اليوم بين عباس ورئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة. وكان الرئيس الفلسطيني عرض على الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائهما في القاهرة امس جدول اعمال لقائه المرتقب الخميس المقبل مع الرئيس الاميركي جورج بوش. وصرح الناطق باسم الرئاسة في مصر السفير سليمان عواد بأن المطالب الفلسطينية تنحصر في دعم السلطة الوطنية. وقال إن مبارك بدوره اطلع عباس على ناتئج ما يجريه من مشاورات مع الاطراف الاقليمية والدولية من أجل تعبئة الدعم اللازم على المستويات السياسية والاقتصادية للشعب الفلسطيني. وعن قرار إسرائيل تجميد اتصالاتها مع السلطة الفلسطينية اشار عواد الى انه منذ ان دعا الرئيس مبارك لقمة شرم الشيخ في 8 شباط فبراير الماضي، فقد تم الاتفاق على اطر للحوار والاتصالات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وقال إننا نسمع بين حين وآخر عن توقف هذه الاتصالات والحوارات ولكن سرعان ما يعود الجانبان الى التحدث معاً. وقال عواد ان مصر تتطلع الى لقاء ناجح بين الرئيس الفلسطيني والرئيس بوش مثلما نجح لقاؤهما الأخير، وان يفتح اللقاء الطريق نحو فرصة جديدة لتحريك عملية السلام وان يتعاون الجميع بحسن نية". وحول الحوار بين الفصائل الفلسطينية، قال السفير عواد إن الحديث متصل بين الجانبين المصري والفلسطيني في هذا الشأن.