قبل 84 ساعة من إعلان اكاديمية نوبل عن اسم الفائز بالجائزة الأدبية لهذا العام فاجأ عضو الاكاديمية كنوت انلوند28 سنة الاوساط الثقافية السويدية بخبر استقالته من الاكاديمية احتجاجاً على منح الكاتبة النمسوية الفريدي جيلينيك جائزة نوبل العام الفائت. وفي مقال موسع نشره انلوند أمس في صحيفة"سفنسكا داغبلادت"السويدية المحافظة هاجم به جيلينيك وكال لها نقداً لاذعاً واصفاً منحها الجائزة بپ"تدمير قيمة هذه الجائزة لمستقبل غير منظور". ويقول البروفسور في أدب دول الشمال المعروف بمواقفه الادبية المحافظة ان"الاكاديمية السويدية تجتمع هذه الايام لتسمية الفائز بجائزة نوبل للأدب 5002. وكل الاحتمالات لا تزال مفتوحة سواء كان الفائز شخصية بغيضة وغريبة الاطوار او كاتباً له قيمته". ورأى انلوند ان اختيار جيلينيك الذي وصفه بپ"زلة قدم"من المفترض ان يجبر بعض أعضاء الاكاديمية على تناول جرعة"الصحوة"بعد الثمالة. ويصف أدب جيلينيك بأنه"احادي المس، ومجموعة نصوص مجمعة من دون بنية فنية". ويعرف عن انلوند عناده ومواقفه المحافظة إضافة الى شراسته في مهاجمة خصومه ولكنه أكاديمي كفيّ. ومعروف اعنه أيضاً انه غير مرغوب فيه لدى بعض أعضاء الأكاديمية وبخاصة سكرتيرها الدائم هوارس انغدال. وقاطع انلوند كل نشاطات الاكاديمية لسنوات طويلة لكنه عاد اليها قبل سنتين واعترض على اختيارها النمسوية جيلينيك. لكنه لم يعرب عن استيائه وقتذاك، فهو كما يصفه احد اهم ادباء السويد"يختار الوقت المناسب ليضرب ضربته". وبالفعل فان قرار انسحابه من الاكاديمية فجر نقاشاً واسعاً في الاوساط الثقافية السويدية حول مدى صدقية اختيارات الاكاديمية السويدية خصوصاً ان بعض الذين تم اختيارهم في السنوات الاخيرة شخصيات غير معروفة، كما ان انتاجهم الادبي لا يرقى الى مستوى شخصيات مثل غونتر غراس او كنزابوري اووي او هنريش بول او نجيب محفوظ. وهناك شخصيات حصلت على الجائزة ولا يمكن مقارنتها مع المرشحين الدائمين لجائزة نوبل مثل الدنماركية اينغر كرستانسن او السويدي توماس ترانسترومر او العربي أدونيس. وتعاني الاكاديمية السويدية منذ العام 9891 مصاعب كبيرة في التعامل في ما بينها. ففي ذلك العام اعلن كل من فرنر اسبنستروم وشاشتن اكمان انسحابهما من الاكاديمية احتجاجاً على عدم تبني الاكاديمية موقفاً يدين الفتوى التي اصدرها الامام الخميني بحق الكاتب الانكليزي سلمان رشدي. ومنذ ذلك الوقت بدأ دم جديد يُضخ الى الاكاديمية، الأمر الذي أحدث هوة بين الجيل الجديد والمحافظ. وفي المقابل انضم قبل أربع سنوات الكاتب السويدي والعضو السابق في الاكاديمية لارش جيلينستين الى قافلة الاستقالات بعدما وصف الاكاديمية بأنها غير قادرة على اختيار شخصيات ادبية ذات قيمة لجائزة الجوائز. وهناك من يرى ان هذه الاستقالات فتحت الباب امام جيل جديد من اعضاء الاكاديمية الذين يفضلون اسماء غير تقليدية لمنحها وسام نوبل المصحوب بمبلغ مليون وثلاثمئة الف دولار. وما يجدر ذكره ان لجنة نوبل تعلن اسم الفائز في الخميس الاول او الثاني او الثالث من شهر تشرين الأول اكتوبر من كل عام. وعندما تختلف اللجنة على تسمية الفائز يتم تأجيل الاعلان عن الاسم الى الخميس الثاني او الثالث من الشهر نفسه. وهذا ما حصل هذا العام، فاللجنة لم تعلن اسم الفائز نهار الخميس الماضي بل تم تأجيله الى نهار غد. ويعتقد بعض المراقبين الادبيين ان استقالة انلوند الآن سببها عدم رضاه على الاسماء المطروحة ما يفتح باب التخمين بأن الفائز قد يكون شخصاً غير معروف وخارج لائحة الاسماء المتداولة مثلما حصل مع جيلينيك الذي يصف انلوند ادبها بأنه"عنف بورنوغرافي وسادي". ويختتم انلوند مقاله الذي سقط كالصاعقة على الاكاديمية السويدية بالقول:"جائزة نوبل 4002 لم تكن فقط ضرراً لكل القوى التقدمية والذي لا يمكن اصلاحه بل ان الجائزة اربكت النظرة السويدية العامة للادب والفن. فاختيارها يتخطى كل الاختيارات السابقة وبعض الاختيارات المقبلة، وبعد ذلك لا يمكنني ان أبقى ولو شكلياً في الاكاديمية السويدية". وبينما تسري اشاعات في الوسط السويدي الثقافي ان الاكاديمية السويدية مختلفة على اسمين لجائزة العام هما العربي ادونيس والتركي اورخان باموك يبقى قرار الاكاديمية سرياً حتى منتصف يوم غد عندما يخرج السكرتير الدائم هوارس انغدال ويكشف عن الاسم.