دافعت كبريات الشركات النفطية الأميركية عن إجمالي أرباحها ربع السنوية والمقدرة بأكثر من 30 بليون دولار في جلسة استماع مشتركة للجان مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين. وخلال الجلسة، كان يتوقع من أعضاء المجلسين أن يستجوبوا مديري هذه الشركات حول أسباب ارتفاع فاتورة المحروقات بالنسبة للمستهلك الأميركي العادي على أبواب الشتاء. ولا يُعرف حتى الآن ما إذا كان اللقاء سيفضي إلى تشريع جديد في مجال الطاقة يضيف الضرائب على أرباح شركات النفط، أم أنه سيكون وسيلة لكل من الجمهوريين والديمقراطيين ليطمئنوا الناخبين بأنهم مهتمون فعلاً بالأسعار المرتفعة. وكان الشاهد الأول لي رايموند، رئيس شركة أكسون موبيل، التي حققت أعلى ربح لها على الإطلاق 9.9 بليون دولار وأعلى عائدات 100 بليون دولار في الربع الثالث من العام الحالي. وشدد في كلمته على ثلاث نقاط أساسية: عدم توافر حلول جاهزة وسريعة في الصناعة النفطية نظراً لضخامة حجمها، استثمرت أكسون نحو 15 بليون دولار سنوياً في فترات الاسعار العالية والرخيصة، واخيراً، من الضرورة افساح المجال للاسواق لكي تعمل بصورة طبيعية من دون تدخلات من اجل تحقيق النجاح اللازم. ومن المقرر أن يتقاعد رايموند بعد بضعة أسابيع بعد قيادته خلال اثنتي عشرة سنة الشركة التي يعتبرها محللو بورصة وول ستريت أكبر شركة نفط في العالم ومن بين الشركات النفطية التي تحظى بأفضل إدارة. وسيشهد كذلك نظراؤه من شيفرون وكونوكو وفيليبس والوحدات الأميركية من كل من بريتيش بتروليوم ورويال داتش شل. وقال مشرعون جمهوريون مرروا في وقت سابق من هذا العام مشروع قانون تضمن حوافز لقطاع الطاقة بكلفة 14.5 بليون دولار إنهم سيطرحون أسئلة محرجة حول الأرباح الضخمة للشركات. وقال الرئيس الجمهوري للجنة مجلس الشيوخ للطاقة بيت دومينيشي:"الأفضل لهم أن يأتوا جاهزين، وأن يجلبوا جداولهم، وأن يخبرونا ماذا يفعلون بهذا المال". لكن دومينيتشي لن يطلب أن يتحدث المديرون التنفيذيون تحت القسم. وسيجنب ذلك إحراجاً مماثلاً لما حصل في عام 1994 حين رفع بعض المديرين التنفيذيين لشركات التبغ أيديهم اليمنى وأقسموا أن السجائر لا تسبب الإدمان. ووضع جمهوريون وديمقراطيون خططاً عديدة لفرض ضريبة على الأرباح غير المتوقعة وغرامات باهظة على الاستغلال. لكن أي خطة لم تنل رواجاً بين الشيوخ. وقال الرئيس الجمهوري للجنة مجلس الشيوخ للمالية تشارلز غراسلي إنه حاول"إحراج"قطاع النفط بحيث يتبرع بپ10 في المئة من الأرباح لمساعدة الأميركيين الفقراء على دفع تكاليف التدفئة في الشتاء. ويدعو مشروع قانون أكثر اعتدالاً وضعه أعضاء جمهوريون في مجلس النواب إلى خفض رسم العشرة في المئة المفروض على جمع الحطب في الغابات الوطنية لمساعدة العائلات على تحمل غلاء كلفة التدفئة. يذكر أن النفط الخام الأميركي، الذي حقق سعراً قياسياً 70.85 دولار للبرميل بعيد وصول الإعصار كاترينا إلى ولاية لويزيانا، يباع اليوم بأقل من 60 دولاراً للبرميل بفضل الطقس المعتدل هذا الخريف. وقد وصل سعر التجزئة للبنزين إلى 3.07 دولار للغالون بعد الإعصار، لكنه اليوم عند 2.38 دولار للغالون. لكن ثمة صدمة أكبر على الطريق. فقد توقعت الحكومة الأميركية أن ترتفع كلفة التدفئة بالغاز الطبيعي في الغرب الأوسط هذا الشتاء بنسبة 50 في المئة وكلفة التدفئة بالمحروقات في الشمال الشرقي بنسبة 25 في المئة. وقال الشيخ الديمقراطي عن ولاية نيويورك:"ما من شك في أن الشركات الكبرى تورطت في الاستغلال بعد الكوارث الطبيعية الأخيرة". وأضاف:"أقل ما يمكنهم فعله أن يعيدوا بعض المال. واذا لم تقبل الشركات بالتبرع ببعض المال،"علينا أن نجعل هذا الأمر يحصل". ويتوقع أن يطالب الشيوخ الديمقراطيون الشركات بدعم برنامج المساعدة الطاقوية للعائلات ذات الدخل المحدود الذي أنفق 2.2 بليون دولار العام الماضي دعماً لفواتير التدفئة للعائلات الأميركية الفقيرة.