نجح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير كسياسي بارع. وسيفوز، على الأرجح، في الانتخابات النيابية المتوقعة في ايار مايو المقبل، ليقود حزبه العمالي الحكومة للمرة الثالثة على التوالي. لكن هذا النجاح السياسي الباهر لم ينعكس على ادارة بلير لشؤونه الخاصة، اذ لا يبدو موفقاً في استثماراته ومشاريعه. المنزل الكبير الذي اشتراه، هو وزوجته المحامية والقاضية البارزة السيدة شيري، بمبلغ 3.6 مليون جنيه استرليني في العام الماضي لا يزال حتى الآن خاوياً. واكثر من ذلك، هبطت قيمته عشرات الألوفات من الجنيهات بعد الكساد الذي لحق بسوق العقارات في بريطانيا أخيراً. والمشكلة الكبيرة هي ان بلير مطالب بدفع أقساط الدين الباهظة للمبلغ الذي استدانه من المصارف لشراء العقار، والتي تفوق دخله السنوي الذي يبلغ 178 ألف جنيه استرليني، بينما يقدر دخل زوجته 125 ألفا. ولم يحالف بلير الحظ في تأجير منزله الفاخر القريب من حديقة هايد بارك وسط لندن، وفقاً لما كان يخطط له وذلك الى حين التقاعد من الحكم، وبعدها يقيم هو وعائلته فيه. واضطر رئيس الوزراء، كما تقول صحيفة"ذي دايلي تلغراف"، الى خفض قيمة الايجار المطلوب للمنزل الذي يضم خمس طبقات بحوالى ألف جنيه في الاسبوع الواحد. ومع ذلك، اخفق في جذب أي مستأجر للاقامة في المنزل. ويعرض العقار حالياً للايجار بمبلغ 2750 جنيهاً في الاسبوع، بدل 0093، قيمة الايجار الاصلي. ويقول خبراء العقارات ان المنزل قد اصبح مبالغاً في قيمته الاصلية بعد الهبوط النسبي الكبير في اسعار العقارات اخيراً. كما ان المنزل يحتاج الى اصلاحات واسعة كي يصبح جذاباً لأي مستأجر او مشتر. وهناك شكوك في امكان بلير وزوجته تحمل فاتورة هذه الاصلاحات التي ستكون باهظة، خصوصاً مع عدم توافر اي مستأجر للمنزل حتى الآن. ويقول احد خبراء العقار للصحيفة ان المنزل يسوده الظلام من الداخل ويبدو غير جذاب بسبب الديكور التقليدي القديم له. واشار هذا الخبير الى ان العقار الخالي الذي لا يحقق اي دخل اذا كان الغرض منه الاستثمار يعتبر بمثابة"كارثة". ومن المفترض ان بلير وزوجته دفعا مبلغاً يقدر بنحو مليون جنيه من مدخراتهما لشراء العقار، كدفعة اولى، وحصلا على قرض بالمبلغ الباقي، وهو يزيد ثماني مرات على دخلهما المشترك. وخطط بلير للحصول على مبلغ ضخم بعد اعتزاله الحكم، وذلك في مقابل اعداد كتاب مثير عن مذكراته وكذلك من القاء محاضرات عالمية. وبدأت السيدة بلير بالفعل في إلقاء محاضرات في مختلف انحاء العالم، يقال انها تحقق لها الألوف من الجنيهات. ورفضت رئاسة الوزراء البريطانية التعليق على"كارثة عقار بلير"او الوضع المالي له، قائلة ان هذه أمور خاصة.