ثلاث قنوات فضائية اقتصادية متخصصة ستنطلق من مدينة دبي للإعلام مع مطلع العام 2006، اثنتان لمستثمرين سعوديين وثالثة لمستثمرين خليجيين وعرب، نصفهم سعوديون، والقنوات الثلاث موجهة اعلامياً واعلانياً للسعودية. من اين تأتي هذه الجرأة لاستثمار ما يقارب 40 مليون دولار في سوق مزدحمة ذات تنافسية عالية؟ واين سيجد هؤلاء المستثمرون مكاناً في اجندة المشاهد، وبالتالي مكاناً في موازنة المعلنين للانفاق على قنواتهم التي تعد باحترافية عالية. يضيء احد مسؤولي هيئة سوق المال في السعودية هذا الجانب، عندما يكشف ان القنوات الثلاث ومعها قائمة صغيرة من قنوات قائمة اصلاً تحاول جميعاً التنسيق مع الهيئة لنقل شريط اسعار الاسهم السعودية حياً على الهواء، وللاستفادة من مرئيات الهيئة حول افضل السبل لزيادة ثقافة الاستثمار، واخيراً محاولة استشفاف رأي الهيئة بشكل ودي حول الاسماء التي ينوون استضافتها كمحللين، ربما يؤثرون في آراء المستثمرين والمضاربين وربما تكون لهم مصالحهم الخاصة غير المعلنة. رسمياً، يرفض منسوبو هيئة سوق المال التدخل في مثل هذه التفاصيل، كونهم جهة محايدة ولها مهمات محددة ومعروفة، ليس من ضمنها الاستشارات الاعلامية المجانية، لكنهم يتمنون فعلاً ان يسهم هذا التنافس الفضائي على متابعة السوق في غربلة المتطفلين تلفزيونياً على السوق لمجرد ان يقنعوا صالات الاسهم بأن تكون قناتهم هي التي تبث للمتداولين الاسعار والتحليلات خلال ساعات التداول الاربع الموزعة بين الصباح والمساء. وحالياً تبث اربع قنوات فضائية، بينها التلفزيون السعودي الرسمي، شريط الاسعار، وخلال اشهر سيتضاعف العدد حتى ان البعض يخشى ان تستبدل قنوات الاغاني شريط اسعار الاسهم بشريط الاهداءات المكتوبة بين العشاق والمراهقين، ولا يعرف المهتمون بالاسهم على وجه التحديد اين سيجدون شريط اسعار الاسهم هذا الصباح. ويعتقد مراقبون ويوافقهم المصرفيون وكبار المستثمرين ان الاهتمام بسوق الاسهم تجاوز مرحلة الطفرة الموقتة والموضة الموسمية الى اهتمام حقيقي، يجعلهم شبه موقنين ان انتقال الاهتمام من مواقع الانترنت الى قنوات الفضاء سيعقبه - مثلما حدث في كل الاقتصادات الكبرى - مرحلة بث شريط الاسعار على شاشات الكترونية في الشوارع التجارية والاسواق المركزية، مثلما يحدث في نيويورك وهونغ كونغ ولندن وسنغافورة، خصوصاً ان قائمة الشركات المدرجة مرشحة للتضاعف خلال السنوات الخمس المقبلة، ليتضاعف عدد المستثمرين والمضاربين بالضرورة. وفي انتظار شريط الاسعار الافضل على التلفزيون، يستمتع السعوديون بهذه التنافسية الجديدة، كونها تخرجهم من دائرة الارتباط بصالات التداول ومواقع الانترنت الى دوائر اوسع فرضوها على وسائل الاتصال الجماهيري، حتى بات اللونان الاخضر للسعر المرتفع والاحمر للسعر المنخفض اكثر اثارة من الوان مساحيق التجميل لفتيات الفيديو كليب والاعلانات.