مع الطفرة الكبيرة التي شهدها سوق الأسهم السعودي وتسابق عدد كبير من الناس للاستثمار صاحب ذلك طفرة كبيرة وتسابق من نوع آخر وذلك في «التحليل» فقد جندت وسائل الإعلام المختلفة إمكانياتها وإفراد مساحات واسعة لتحليل الأسهم واستضافة الخبراء والاقتصاديين والمهتمين لتسليط الضوء على سوق الأسهم السعودي وأصبحت القنوات الفضائية تخصص ساعات للبث تتوافق مع افتتاح السوق وخصصت أخرى برامج متخصصة لذلك ولكن هل هذا الجهد الكبير يحظى باهتمام وتفضيل المشاهد وهل يبني المستثمر قراراته على هذا التحليل تلك الرؤية التي يقدمها المحللون الفضائيون. «الرياض» استطلعت آراء المتداولين حول هذا الموضوع. ٭ غموض حول فائدة التحليل الفضائي بداية اكد الاستاذ عيد عقاب أحد المستثمرين أن البرامج التي تقدم والتحليلات التي تصاحب سوق الأسهم تعتبر جيدة بشكل عام ويعتقد ان القنوات الفضائية تحديداً بذلت جهداً كبيراً اكثر من وسائل الاتصال الاخرى ويعني الصحافة والاذاعة ويقول إنه يتابع كثيراً من التحليلات والآراء للعديد من المحلليين والاقتصاديين من خلال تلك القنوات ويستفيد منها كثيراً خاصة فيما يتعلق بالثقافة العامة والوعي الاستثماري كذلك يستفيد لتحديد قضية نقاط الدعم والمقاومة معرفة أسس التحليل الفني عن وضع شركات معينة في السوق ومكانتها ودورها في المؤشر. ويتفق سامي كحيل مع ما ذهب اليه عيد حول اهمية ودور القنوات الفضائية ويضيف قائلاً في ظل غياب الشفافية في سوق الأسهم السعودي ونقص المعلومات بشكل كبير فإنني أعتمد على القنوات الفضائية كمصدر مهم للمعلومة وأستفيد كثيراً من تحليلات بعض من تستضيفهم تلك القنوات خاصة وأنهم على مستوى عال من التأهيل والخبرة والدراية في سوق الاسهم ويقول ان قراراتي في البيع أو الشراء تحددها مجموعة من العوامل من ضمنها استماعي لآراء المحللين في تلك القنوات. ويخالف عبدالله عطية هذه الرؤية حول أهمية دور القنوات الفضائية في التحليل لسوق الاسهم ويقول انا شخصياً ومعي الكثير لا نرى دوراً كبيراً للقنوات الفضائية فما يعرض شريط أسعار إضافة الى مستوى المؤشر وتذبذب القطاعات... الخ وهذه المعلومات موجودة على شاشة تداول ولا تحتاج من القنوات الفضائية ان تعطيها كل هذا الوقت والجهد وتستضيف المحللين لذلك وقراراتي بالبيع والشراء لا تحكمها آراء او محللو القنوات الفضائية اطلاقاً لانهم لا يقدمون الكثير فمثلاً عندما تسمع تحليلاً معيناً يركز على الاسهم القيادية وانها ستقود السوق وترتفع.. الخ، ونجد في اليوم التالي ان السهم القيادي الذي تحدثوا عنه مازال على سعرة وأسهماً اخرى ارتفعت وهي التي يستفيد منها المضارب ويتابع ان ما يحتاجه المضارب معلومات سريعة ودقيقة وليس معلومات عامة كما في تحليل القنوات الفضائية. التحليل الفضائي لا يضيف جديداً ويتفق سعود عبدالعزيز مع ما ذكره عبدالله في ان القنوات الفضائية لا تضيف جديداً ويقول انا لا اثق في تحليل القنوات الفضائية ولا اعتد بآرائهم وتوصياتهم لان السوق السعودي لا يعترف بمثل هذا التحليل او المؤشرات الاقتصادية فالذي يبني قراراته على المؤشرات الاقتصادية لا اعتقد انه سيجني الربح الذي «يبتلعه» المضارب اليومي الذي يعتمد على المعلومات الداخلية والعلاقة مع مضارب ما!! هذه هي حال سوقنا والتحليل الفني وأقوال المحللين لا تؤثر في السوق ولا يعتمد عليها. من ناحية اخرى يقول خالد همال ان تحليل القنوات الفضائية فيه كثير من الخطورة والتجاوزات التي لا تحكمها اية جهة، فالمحللون الذين يظهرون في القنوات الفضائية اغلبهم يديرون محافظ يعملون مع مضاربين والمتابع الجيد والدقيق يجد احياناً ان احاديثهم وتحليلاتهم فيها نوع من التوجيه نحو اسهم او قطاعات معينة ولا يلتزمون الحياد وهذا خط كبير ويؤثر كثيراً على صغار المستثمرين فهناك حالات ووقائع تدل على ذلك ان بعض آراء هؤلاء تؤثر على السوق فعندما يتعرض احدهم لشركة معينة بالنقد فان ذلك يؤثر على سهمها أحياناً.. ولدرء هذه المشكلة لابد من سن معايير معينة وتطبيق عقوبات على المحللين والقنوات الفضائية اذا ثبت تأثر مستثمرين من بياناتهم او اخبارهم او تحليلاتهم. من جانبه قال ثامر كتاب انه لا أحد يستطيع ان ينكر دور التحليل الفني والمؤشرات الاقتصادية ولكن هذا في حال سوق يسير بناء على تلك التحليلات ولا يعتمد على المضاربة والاشاعة وأعتقد ان سوق الاسهم لدينا هو سوق مزيج بين المؤشرات الاقتصادية والحظ والاشاعة واتجاه الهوامير وبالتالي لا يعتقد ثامر ان التحليل الفني للقنوات الفضائية جيد ويستفاد منه الى حد ما ولا يمكن ان تبنى عليه كل القرارات لأن وضع سوقنا لا يخضع للتحليل.