يتخبط الصحافيون الباحثون عن مادة مثيرة تتناول المشاجرات الداخلية والمشاحنات الشخصية بين منظمي المونديال الكروي التالي المقرر في المانيا عام 2006 في مشكلة كبيرة، كونهم لا يجدون اياً منها لصنع اثارة الايام السابقة لانطلاق المنافسات على المستطيل الاخضر، وهو امر نادر بالنسبة اليهم في الاستحقاقات الرياضية البارزة. وتتواصل التحضيرات اليوم استناداً الى البرنامج الموضوع بحذافيره، ومن دون مواجهة عقبات في تنفيذ اي مشروع. وتخضع اعمال تشييد استاد ميونيخ الجديد، بتكلفة 4،2 مليون دولار والذي سيستضيف مباراة الافتتاح المقررة في 9 حزيران يونيو 2006 وأخرى في ادوار مختلفة، لالتزامات الجدول الزمني، في حين ستطلق قريباً عملية بيع التذاكر، بعد الاعلان عن التعوذية نهاية العام الماضي والتي تمثل اسداً ضخماً. ويتوقع انجاز اعمال تشييد الملاعب كلها منتصف العام الجاري، من اجل استضافة مسابقة كأس القارات التي ستشارك فيها بطلة العالم البرازيل والارجنتين. والاكيد ان اهتمام الالمان الجدي بالاعمال لم يفاجئ احداً وصولاً الى توفير اجواء"الهدوء التنظيمي"، وهم واثقون من تحقيق اهدافهم التنظيمية الخاصة بالاستضافة، الا ان هذا الهدوء لم يخيم منذ اليوم الاول لنيل المانيا شرف استضافة المونديال، حين كسبت التصويت قبل اربعة اعوام ونصف العام بفارق صوت وحيد عن جنوب افريقيا، وفره تحديداً ممثل الوفد النيوزيلندي جاك ديمبسي الذي خالف تعليمات اتحاده المحلي بالتصويت ضد المانيا. ولاحقاً، احرج موقف المانيا بالكامل حين اشارت مجلة محلية الى ان بعض اعضاء الاتحاد الدولي حصلوا على رسائل تضمنت عروضاً لرشوتهم بمبالغ ضخمة. وفي مرحلة تالية، توترت العلاقات بين رئيس اللجنة المنظمة القيصر الاسطورة فرانتس بكنباور ومسؤولي الاتحاد حين اعترض الاخيرون على موافقة فريق بايرن ميونيخ على خوض مباريات ودية عدة في انحاء مختلفة من العالم تحقق مكاسب مالية لاستضافة المونديال. ورأى بكنباور الذي تولى رئاسة الفريق البافاري وقتذاك أن المشروع لا يتضمن اي مخالفة، وهدد لاحقاً بالاستقالة من رئاسة اللجنة المنظمة للمونديال في حال طبق الاتحاد الدولي اقتراح رفع عدد الدول المشاركة في النهائيات الى 36 بدلاً من 32 حالياً،"تجسيداً لاهتمامه المفرط في جني الاموال من مبيعات التذاكر، وحجوزات الفنادق وبرامج الشخصيات البارزة". واعترف بكنباور العام الماضي بأن صورة البلاد تضررت في اعقاب اتخاذ السلطات قرار التحقيق في تجاوزات قانونية تضمنها العقد الخاص بتشييد استاد ميونيخ الجديد. تجدد حماسة المنتخب وفي مقابل"الهدوء التنظيمي"ينشغل الالمان اكثر من اي وقت مضى ببناء منتخب يكرس حظوظهم القوية في احراز اللقب ومقارعة نخبة منتخبات العالم. وهكذا، تتسلط الاضواء الاكبر حجماً على النجم السابق يورغن كلينسمان الذي شكل تكليفه مهمة قيادة مسيرة المنتخب في ظل افتقاده السجل التدريبي البارز"الخيار الشرير"لاتحاد اللعبة في محاولة يائسة جديدة لانهاء ظاهرة التراجع الفني للنتائج في الاعوام الاخيرة، خصوصاً في مسابقة كأس الامم الاوروبية التي خرج من الدور الاول في نسختيها الاخيرتين عامي 2000 و2004. وأكد الرئيس المعاون للاتحاد الالماني ثيو زوانزيغر ان المواطنين بدأوا يقتنعون بقدرة منتخبهم على رفع التحدي في المونديال التالي،"وهو امر رئيسي لضمان اجواء الحماسة المطلوبة للمنافسات". وبدوره، اشاد قائد المنتخب الالماني الفائز بلقب مونديال ايطاليا عام 1990 لوثار ماتيوس بالتغييرات التي احدثها كلينسمان في"المانشافت"، ووصفها بأنها صحيحة كلها، على صعيد منح وجوه جديدة فرصة اثبات قدراتها وإعادة ابراز ميزات اسلوب اللعب الهجومي وتعيين طبيب نفساني في الجهاز الطبي للمنتخب. وبنجاح كلينسمان في نيل تقدير ماتيوس احد اكثر منتقديه في السابق، فإن كل شيء ممكن بالنسبة الى المنتخب الالماني في عام 2006.