يستبق زعماء"الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر"حفل توقيع السلام النهائي بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية"غداً الاحد بقمة في نيروبي في اليوم نفسه، فيما حذر متمردو دارفور الذين رفضوا دعوة زعيم"الحركة"جون قرنق لحضور حفل السلام النهائي من"حمامات دم في الخرطوم". وعلمت"الحياة"أن رؤساء دول"ايغاد"السودان واوغندا وكينيا والصومال وجيبوتي واثيوبيا واريتريا سيعقدون غدا في العاصمة الكينية قمة استثنائية بعدما تمكنوا من انجاز اتفاق السلام بين الخرطوم وقرنق، ثم يتوجهون بعدها إلى مقر توقيع الاتفاق النهائي. ويرجح المراقبون أن يتبنى زعماء دول شرق افريقيا آلية جديدة لفض النزاعات سلمياً بين دول المنطقة. في غضون ذلك، قال الناطق باسم"حركة تحرير السودان"محجوب حسين في بيان صحافي:"إن الخرطوم بصدد تنفيذ مخطط حرب شاملة وكاملة في اقليم دارفور المضطرب بعد توقيع اتفاق السلام في نيافاشا". وكانت الخرطوم اتهمت المتمردين بالاتهامات ذاتها. واعتبر حسين"أن الحكومة تعتقد بأنها ستحسم الأزمة عسكرياً وبالتالي الاستئثار بالشمال كغنيمة من غنائم النظام". وحذر من"أي محاولة غير مسؤولة قد تعصف بالنظام نفسه، وستشهد الخرطوم حمام دم كبير لم يشهده التاريخ من قبل". ودعا"الحركة الشعبية"إلى"تحالف عريض للقضاء على حكومة البشير. وكان زعيم الحركة قرنق التقى أول من أمس بزعيم متمردي دارفور مني اركو مناوي في العاصمة الاريترية أسمرا عقب لقاء قرنق بالرئيس أساياس أفورقي خلال زيارة زعيم الحركة الخاطفة. وعلم أن قرنق بحث مع مناوي الأوضاع في دارفور، مشدداً على حل الأزمة سلمياً. ورفض مناوي دعوة من قرنق لحضور مراسم توقيع الاتفاق النهائي، باعتبار أن الوقت غير مناسب للمشاركة في الاحتفالات. في غضون ذلك، علم أن الحكومة سلمت زعيم المعارضة محمد عثمان الميرغني اقتراحات حملت اسم"اتفاق القاهرة بين الحكومة السودانية والتجمع الوطني الديموقراطي"بديلاً من استئناف التفاوض حول القضايا الخلافية. وأكد الاقتراح ضرورة اشراك"التجمع"في الحكومة الانتقالية ذات القاعدة العريضة وفي لجان كتابة الدستور الانتقالي واجراء انتخابات عامة قبل انتهاء السنة الرابعة من سنوات المرحلة الانتقالية. من جهة ثانية، ابلغت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخرطوم بأن"الحركة الشعبية لتحرير السودان"نقلت اليها عزمها على الافراج عن 750 أسيراً من الجيش الحكومي في الاسبوع الاول بعد توقيع اتفاق السلام غداً. وقال وزير الدولة للخارجية نجيب الخير عبدالوهاب للصحافيين عقب محادثات مع رئيس مكتب الصليب الاحمر في الخرطوم دومينيك استلهارت ان الاخير نقل اليه عزم"الحركة الشعبية"اطلاق سراح 750 أسير حرب لديها جرى اسرهم خلال ال21 عاماً الماية بعد اندلاع الحرب في جنوب البلاد. واعتبر الخير الخطوة"عربوناً"من"الحركة الشعبية"يؤكد التزامها اتفاق السلام، موضحاً ان حكومته تتشاور مع الصليب الاحمر في شأن دورها واجراء اتصالات لتأمين الافراج عن الاسرى ووصلهم الى اسرهم خصوصاً ان بعضهم امضى في الاسر اكثر من 20 عاماً.