مثلي مثل كل الناس في محيطي المهجري هنا في أوسلو البعيدة عن ناسي وخلاني وبيتي الأول، أجهز نفسي للعيد والعطلة، ولما بين مناسبة ولادة السيد المسيح عليه السلام ورأس السنة الميلادية الجديدة. ففي هكذا حال يشتري المرء شجرة مع زينتها وأنوارها وألوانها، ويضعها في مكان مناسب داخل المنزل، فيتراكض الأطفال لمعرفة سر هذه الشجرة، ومن أين جاءت، ولماذا تزين وتصبح مثل عروسة من الفلاحين على هودج عرسها بين الناصرة والرينة وكفركنا، وعلى حشائش الجليل الذي سلب منا. ونقول لهم ان الشجرة فلسطينية والمسيح فلسطيني والبقية معروفة... أنشغل كغيري بالمناسبة، ولكنني لا أنسى أبداً ان لي أهلاً وشعباً وديناً يُحارَب من أعداء الشرق كل ساعة، وكل هنيهة، وكل لحظة، وبلا توقف. ويحاول الذين يحاربون ديني ودنياي تصويرنا على أساس اننا إرهابيون منذ الولادة. وهذا ما قام به عتاة العداء للإسلام والمسلمين وللعرب وللفلسطينيين، في الغرب والشرق، وكذلك في الشمال والجنوب. في هذا اليوم، ومثل كل مرة وكل سنة وكل عيد ميلاد، قرأت وشاهدت في الأخبار ملكة هذه البلاد الملكة سونيا التي منحتنا مملكتها جنسيتها وثقتها، تقوم بتناول غداء العيد مع المدمنين على المخدرات في العاصمة أوسلو. وقرأت ان القاعة كانت مملوءة بالضيوف من سكان الرصيف في الجامعة، فلم يكن هناك اي مقعد فارغ في المكان. وحضر الغداء 200 من المدمنين على السموم، تناولوا غداءهم مع ملكة البلاد، وتحدثوا معها عن همومهم ومشكلاتهم وقالوا ما يريدون بلا خوف او حساب. يوم الميلاد المجيد يجب ان يكون يوماً للمجد العربي المفقود، للأمة التي يريدونها طيّعة وليّنة وفي قبضتهم. لكن هذه الأمة لا تقبل ان تكون غير ما جاءت لأجله، أمة ذات كرامة وشرف وأصالة وانتماء ودين ودنيا وسلام ومحبة وعلم ونور. ونحن أبناء الأرض الفلسطينية الطيبة التي أنجبت يسوع لن نرضى بالعوز، ولن نقبل بالجوع، ولن نبقى مشتتين ولاجئين، ولن ندير للذين سلبونا الأرض والبيت والحقل والمسجد والكنيسة اي خد بل سنواجههم ونقاومهم بالحرب والسلام حتى نعيد للبيت سلامه وأمانه ونعيد الأهل للديار. أوسلو - نضال حمد