احتشد نحو 10 آلاف شخص في شوارع مدينة كيل شمال ألمانيا احتجاجاً على نشاط تيار النازية الجديدة المتصاعد في البلاد. وتجمع المتظاهرون ومعظمهم من المتسوقين الذين انضموا عفوياً الى التظاهرة أمام مجلس ولاية شليزفيغ هولشتاين في المدينة، في مسيرة معادية للنازية اول من امس. في الوقت نفسه، اعتقلت الشرطة نحو 300 من الشباب النازيين الجدد المحتجين ضد إحياء ذكرى تحرير معسكر أوشفيتز. وذكرت السلطات أن النازيين الجدد تحدوا الحظر المفروض على تظاهراتهم. وتوجهت مجموعة صغيرة من المتظاهرين اليساريين المتشددين إلى محطة السكك الحديد الرئيسة حيث تجمع النازيون الجدد بعد حظر مسيرتهم. وعندما تحركت شرطة مكافحة الشغب للفصل بين المجموعتين، قذفها اليساريون بالحجارة مما اضطرها إلى استخدام خراطيم المياه ضدهم. وجاءت هذه المسيرة بدعم من تحالف قادة النقابات العمالية وأعضاء في الحزب الديموقراطي الاشتراكي الالماني. وتأتي رداً على انسحاب نواب يمينيين من برلمان مدينة درسدن قبل أسبوع في أثناء مراسم الذكرى الستين لتحرير معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز. بادر ماينهوف على صعيد آخر، افتتح في صالة"كونست فيركي"في برلين، معرض مثير للجدل عن منظمة بادر ماينهوف الالمانية الارهابية التي نشطت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. ويهدف هذا المعرض الذي يستمر الى 16 ايار مايو المقبل، الى اجراء مقاربة نقدية لهذه المجموعة عبر الثقافة والفنون. وفي صلب هذا المعرض صور لقتلى سقطوا بين 1967 و1999 في عمليات المجموعة الارهابية ضمن الحرب التي خاضتها هذه الاخيرة ضد الدولة الالمانية. ولم ترفق هذه الصور الا بأسماء القتلى وتاريخ موتهم. وأثارت المنظمة التي انشأها في 1970 اندرياس بادر واولريكي ماينهوف، تعاطف مجموعة كبيرة من المفكرين والفنانين والسياسيين، بينهم الكاتبان الفرنسي جان بول سارتر والالماني هاينريش بول اللذان لم يترددا في زيارة الارهابيين المعتقلين في السجن. وجردت المجموعة من الدعم الشعبي خصوصاً في صفوف الطبقة العاملة وفقدت صدقيتها مع ازدياد اعتداءاتها تطرفاً. وعلقت نشاطها عام 1992 وحلت نفسها في 1998. الاستخبارات الروسية من جهة أخرى، افاد تقرير نشر في برلين، أن روسيا"توسع"عمليات التجسس التي تجريها في ألمانيا إلى حد كبير، على رغم الصداقة التي تجمع بين المستشار الالماني غيرهارد شرودر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأفاد التقرير الذي نشرته مجلة"فوكس"، أن نحو 130 جاسوساً روسياً يعملون حالياً في ألمانيا، وهو عدد أكبر بكثير من الجواسيس الروس القلائل في ألمانيا قبل عشر سنوات. وذكر أن عدد العملاء الروس الموجودين حالياً في ألمانيا يعادل عدد الجواسيس السوفيات الناشطين في ألمانيا الغربية آنذاك في أوج الحرب الباردة. ونقل التقرير عن محققين اتحاديين ألمان ومسؤولين في الاستخبارات الالمانية قولهم إن الجيل الجديد من جواسيس فترة ما بعد الحرب الباردة يستخدم"أساليب شرسة للغاية"لجمع المعلومات الحساسة.