عُقدت في العاصمة الروسية موسكو أمس قمة بين الرئيسيين الروسي فلاديمير بوتين والفلسطيني محمود عباس، في أول لقاء يجمعهما بعد اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل». وفي وقت تجاهد السلطة الفلسطينية لتشكيل آلية دولية سداسية أو سباعية أو ثمانية، على غرار ما جرى مع الاتفاق النووي الإيراني، لرعاية عملية السلام، حض عباس الروس على استضافة مؤتمر دولي لاطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وبعد اسبوعين من زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وصل عباس مساء الأحد إلى موسكو، وبدا لافتاً حجم الوفد الذي يرافقه اذ ضم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، ووزير الخارجية رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية حركة «فتح» رئيس هيئة الشؤون المدينة الوزير حسين الشيخ، ومستشاره للعلاقات الدولية نبيل شعث، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، وقاضي قضاة فلسطين، مستشاره للشؤون الدينية محمود الهباش، بالاضافة إلى مستشاره للشؤون الديبلوماسية مجدي الخالدي، والمشرف على الاعلام الوزير أحمد عساف، وسفير فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل. وقبل التئام القمة أوضح شعث أن فلسطين «تعمل مع الشركاء الأجانب، بما في ذلك روسيا، لوضع صيغة متعددة لعملية التسوية مع إسرائيل»، مشيراً إلى أنها «ترحب بعقد مؤتمر كبير في موسكو لإطلاقها». وقال شعث في تصريحات ابرزتها وكالة «سبوتنيك» الروسية: «جميع الجهود موجهة لعقد منتدى دولي على أساس رؤية توافقية للمسألة الفلسطينية وحل الدولتين، عوضاً عن عملية السلام التي تسيطر عليها أميركا وحدها. طبعا دائرة المشاركين تضم الأميركيين، لكن واشنطن ستكون واحدة من السداسية أو السباعية أو الثمانية، كما جرى العمل على الاتفاق الإيراني». وأضاف: «هذا الموضوع رقم واحد على أجندة لقاء عباس وبوتين»، موضحاً إن «الحديث يدور الآن، عن صيغة دولية، تستند إلى القانون الدولي والتوافق الدولي بخصوص فلسطين، اذ ان أميركا منحازة للجانب الإسرائيلي إلى أقصى الحدود». وشدد على أنه «في ضوء تصريحات الرئيس الأميركي بشان القدس واللاجئين، لا يمكننا أن نستمر في اعتبار الولاياتالمتحدة وسيطا نزيها ... أنهم يلتزمون بنهج واحد داعمين جانب واحد». وفي موازاة ذلك، يجري المسؤولون الفلسطينيون ترتيبات لمؤتمر المانحين الدولي الذي يعقد في بروكسل في 20 الشهر المقبل، والتقى رئيس سلطة المياه مازن غنيم، أمس مع القنصل الفرنسي العام بيير كوشار، ومديرة الوكالة الفرنسية كاترين بونو، في إطار التحضير لعقد المؤتمر والبدء في مشروع المحطة المركزية لتحلية مياه البحر في غزة بكلفة تقدر ب 650 مليون دولار. كما التقى غنيم بمدير فريق التنمية الاقتصادية في وكالة التنمية البريطانية، لتأكيد حضور ومشاركة بريطانيا في المؤتمر، وتم اطلاعه على آخر مستجدات المشروع الذي يندرج في إطار الجهود المبذولة لتحقيق أمن مائي لأكثر من مليوني مواطن في القطاع.