الكوتا النسائية وجه آخر للتمييز العنصري الذي تعاني منه المرأة العربية. حطّ رحاله في لبنان هذه المرة عبر مشروع قانون حمل اسم"الكوتا النسائية في المجلس النيابي في لبنان". وقد أعدته وزارة الداخلية اللبنانية تمهيداً لعرضه على المجلس النيابي والتصديق عليه من ضمن قانون الانتخاب العام. مشروع اثار حفيظة غالبية الجمعيات النسائية كما جمعية حقوق الانسان لأنه سيكّرس التمييز العنصري في حق المرأة في بلد كان اول من شرع حقها في التصويت والترشيح الانتخابي في العام 1952 على الرغم من انه لم يشهد اول امرأة تحت قبة البرلمان الا في العام 1963. ويستند مشروع الكوتا النسائية الى اعلان مؤتمر بيكين 1995 الذي أقر ضرورة رفع التمثيل النسائي الى نسبة لا تقل عن 30 في المئة ببلوغ العام 2005 ارتأى المشروع بالتالي "تحصيل"الحق النسائي عبر اقتراحين: اما زيادة عدد النواب الى 182 نائباً، فيصبح عدد المقاعد المخصصة للنساء 54 مقعداً، واما تطبيق نسبة الثلاثين في المئة على مراحل تبدأ بتحديد كوتا بنسبة عشرة في المئة لأول دورة انتخابية، اي تخصيص 14 مقعداً للنساء ضمن اعضاء المجلس النيابي الحاليين، من دون زيادة اعضاء المجلس. ثلاثون في المئة فقط حق المرأة اللبنانية، المثقفة، العاملة، المتحررة... من الحياة السياسية. تمنح اليها ولا تستحقها، بغض النظر عن مؤهلاتها ومستواها العلمي وكفاياتها، بحيث ان التناقض واضح بين حضور اللبنانية في مجالات مختلفة وبين حضورها في السياسية. الوراثة السياسية ويأتي لبنان في التمثيل النسائي البرلماني في مرتبة سادسة بين البلدان العربية العاشرة، وبنسبة 3،2 في المئة فقط. والمرأة لم تجد لها منصباً وزارياً منذ عهد الاستقلال، الا في الحكومة الراهنة وعبر وزيرتين، واحدة للصناعة وثانية للدولة. اما النائبات السابقات فثلاث: ميرنا البستاني 1963 لملء مقعد والدها اميل البستاني الذي توفي، ونهاد سعيد التي ترشحت لملء مقعد زوجها الشاغر، والتي انتظرت 31 عاماً لتفوز بمقعد نيابي، ومها الخوري الاسعد التي فازت في العام 1992 باثني واربعين صوتاً. والنائبات الحاليات ثلاث: نائلة معوض زوجة الرئيس الراحل رينيه معوض، وبهية الحريري شقيقة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وغنوة جلول، استثناء الوراثة السياسية. ولا تختلف رئيسات الجمعيات او الأحزاب عن النائبات بالوراثة ، فكلهن وصلن الى مراكزهن بفضل الزوج والشقيق والوالد، وها ان الكوتا النسائية اليوم ستحفظ دور غيرهن من"الشقيقات والزوجات والبنات"بعض النظر عن شخصيتهن السياسية المستقلة.