أكدت المفوضة الاوروبية لشؤون العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر ان"الجهود الديبلوماسية ستسفر عن نجاح"المفاوضات مع ايران في شأن برنامجها النووي. وقالت فيريرو فالدنر في مقابلة مع صحيفة"بيلد ام شونتاغ"الالمانية الاسبوعية، ان"المفاوضات ستكون صعبة، لكن لدي قناعة راسخة بأن هذه الجهود الديبلوماسية ستنجح. انني انطلق ايضاً من المبدأ القائل ان لا احد يستطيع التقليل من شأن تداعيات ضربة عسكرية للمنشآت الايرانية النووية، ليس فقط في المنطقة، وانما ايضاً على مستوى العلاقات بين العالم الاسلامي والغرب". وأضافت المفوضة:"لست متأكدة من ان الرئيس الاميركي جورج بوش اطلق تهديداً مباشراً"، وذكرت بأن"نائب الرئيس ديك تشيني قال ان الحل الديبلوماسي هو افضل الحلول". ولفتت إلى ان"الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة لديهما الهدف عينه، وهو الا تحصل ايران على السلاح النووي، وكلاهما يريدان حلاً سلمياً". لكنها اكدت من جهة اخرى ان"الخلافات الوحيدة بينهما تكمن في تحديد الاولويات"، وأن الاوروبيين"يفضلون تقديم تشجيعات ايجابية ودعم المعتدلين في طهران"، بينما تتبع واشنطن نهجاً صارماً. وتتفاوض فرنسا وألمانيا وبريطانيا منذ منتصف كانون الاول ديسمبر الماضي مع ايران بهدف التوصل الى اتفاق تعاون طويل الامد تتخلى بموجبه الجمهورية الاسلامية نهائياً عن طموحاتها النووية العسكرية. وأفادت مجلة"نيويوركر"الاسبوع الماضي ان ايران ستكون الهدف المقبل ل"الحرب على الارهاب". ورداً على سؤال حول هذا المقال، اكد الرئيس بوش انه يفضل الحل الديبلوماسي، لكنه اضاف انه لا يستبعد"اي خيار"، تاركاً غموضاً يغذي كل التخوفات. لكن البنتاغون نأى بنفسه عن المقال مشيراً الى انه"حافل بالاخطاء"من دون ان ينفي في شكل قاطع احتمال ان تكون ايران الهدف العسكري المقبل للولايات المتحدة. كما اثار نائب الرئيس ديك تشيني عندما صرح على هامش الاحتفالات بتنصيب بوش لولاية ثانية، مجدداً التكهنات بوضعه ايران على رأس لائحة البلدان التي تثير قلق الولاياتالمتحدة. وأكد ان واشنطن ما زالت تأمل في ان يؤدي طريق الحل الديبلوماسي الذي يتبعه الاوروبيون مع طهران الى ضمان عدم امتلاك هذا البلد القنبلة الذرية. لكنه لم يستبعد ان تقوم اسرائيل وهي اقرب حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط، بعملية مسلحة أحادية الجانب باسم امنها تحسباً لخطر نووي ايراني محتمل. ويتساءل خبراء عما اذا كانت واشنطن مستعدة حقاً للمواجهة ام ان الامر لا يعدو كونه مجرد خدعة. واعتبر دانيال بيمن المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في"معهد بروكينغز":"اعتقد ان من الممكن شن عملية عسكرية محدودة"ضد مواقع نووية في الجمهورية الاسلامية، لكن"ليس من المرجح حدوث ذلك وإن كان لا يمكن استبعاده". ورأى جوزف تشيرينشيون الخبير في نزع الاسلحة في"مؤسسة كارنيجي"ان ليس هناك شك في ان بوش و"الصقور"المحيطين به يستعدون للمواجهة مع طهران. وقال:"انهم يعتقدون ان لديهم تفويضاً وانه ليس لديهم وقت كبير لتنفيذه وانهم بعزمهم سيتمكنون من تغيير العالم وينوون القيام بذلك". واعتبر انه اذا امتلكت ايران السلاح النووي فسيكون ذلك بمثابة صفعة كبيرة للادارة الاميركية التي وعدت بالتصدي بكل الوسائل لامكان امتلاك البلدان المتهمة بدعم الارهاب اسلحة دمار شامل.