أجرى نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني مباحثات مكثفة أمس في العاصمة التركية أنقرة مع الرئيس عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ورئيس الهيئة العامة لأركان الجيش الجنرال يشار بيوك آنيت . وجرت المباحثات في أجواء من التعتيم ولم تصدر بيانات أو تصريحات بشأنها إلا أن مصادر دبلوماسية أشارت الى أن موضوع إرسال قوات تركية الى جنوبأفغانستان كان أحد المحاور الرئيسية في مباحثات تشيني في انقرة . وقالت المصادر إن هذا الموضوع احتل أهمية خاصة في مباحثات تشيني مع رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال يشار بيوك آنيت الذي كان استبق زيارة تشيني بتأكيده أن الجيش التركي لن يرسل جنديا واحدا من جنوده للقتال في أفغانستان لاسيما وأن تركيا تخوض حربا ضد الارهاب . وحسب المصادر الدبلوماسية أيضا نقل تشيني الى المسئولين الأتراك رغبة واشنطن في اشراك تركيا في الدرع الصاروخية في القوقاز وشرق أوروبا ، وقالت المصادر إن تركيا التي تربطها علاقات جيدة مع ايران تبدو حتى الآن مترددة في قبول هذا الأمر لكن مؤسستها العسكرية تعتبر أن امتلاك إيران للأسلحة النووية هو خطر لا تستثني تركيا منه . وبالنسبة لموضوع العراق ذكرت المصادر أن واشنطن تعلق أهمية كبيرة على الدور التركي في العراق ، ومن هناك كانت مساعدتها لتركيا في توجيه ضربات لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، مشيرة الى أن زيارة مسئول الملف العراقي بالخارجية التركية مراد أزجيلك ولقاءاته مع مسئولين عراقيين وأمريكيين الهدف منها التحضير لزيارة تشيني ، وأن هذا الأمر تم بحثه بشكل مفصل . وأضافت المصادر أن الملف النووي الإيراني حاز اهتماما كبيرا في مباحثات تشيني في أنقرة سواء مع جول أو أردوغان، لافتة إلى أن واشنطن تعلق أهمية كبيرة على دور تركيا كعامل توازن في المنطقة في مواجهة المد الايراني الكبير في العراق ، وتطالب أنقرة بسياسة أكثر تشددا تجاه طهران . وطبقا للمصادر احتل موضوع الطاقة ونقل النفط والغاز الطبيعي العراقي الى الأسواق العالمية عبر أراضي تركيا اهتماما خاصا أثناء المباحثات . في الوقت نفسه اعتقلت أجهزة الأمن التركية 4اشخاص في مظاهرة نظمها حزب الحرية والتضامن أمام مجلس الوزراء التركي احتجاجا على زيارة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني لتركيا . وسكب المتظاهرون زجاجات مليئة بسائل أحمر في إشارة الى لون الدم أمام مقر مجلس الوزراء أثناء لقاء أردوغان مع تشيني ورددوا هتافات معادية لأمريكا وتصف الرئيس الأمريكي جورج بوش ونائبه تشيني بأنهما مجرما حرب وتطالب أمريكا برفع يدها عن الشرق الأوسط . كما طالب المتظاهرون الحكومة التركية بإغلاق القواعد العسكرية التركية في وجه الجيش الأمريكي .