تعرضت"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية المرتبطة بتنظيم"القاعدة"لحملة ادت الى اعتقال وقتل المئات من اعضائها. لكن المكمن الذي نصب لقافلة عسكرية هذا الشهر أثبت انها لم تنته بعد. فقد قتل في هجوم الثالث من كانون الثاني يناير 13 جندياً وخمسة من الحراس طبقاً لمعلومات الديبلوماسيين وقد يكون مؤشراً على ظهور زعيم جديد خطر للجماعة. وقال مصدر عسكري اميركي على معرفة بالمنطقة ان الهجوم يحمل بصمات مختار بلمختار وهو زعيم ل"الجماعة السلفية"عاد لتوه من مخبئه في مالي وقد يكون حريصاً على اظهار انه قوة لا يستهان بها. وقال المصدر ل"رويترز":"من بين كل اعضاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذين نعرفهم هو بالقطع أكثرهم نشاطاً وبالقطع اكثرهم خطورة. انه الشخص الذي يجب استهدافه في الخطوة التالية". وفي لندن "الحياة" لوحظ ان أحمد الخلايلة ابو مصعب الزرقاوي مسؤول"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"وجه في الشريط الصوتي الذي وُزّع في شبكة الانترنت قبل يومين، تحية الى أمير"الجماعة السلفية"أبو مصعب عبدالودود. ويُعتقد أنها المرة الأولى التي يصدر فيها موقف من الزرقاوي ازاء"الجماعة السلفية"التي كانت أعلنت رسمياً في عهد أميرها السابق نبيل صحراوي ولاءها ل"القاعدة". وكان مقتل 321 متمرداً العام الماضي غالبيتهم من"الجماعة السلفية"عاملاً لتعزيز ثقة المستثمر الاجنبي في قدرة الجزائر على مواجهة المتشددين. وقالت سارة ميارز محللة شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا لدى جماعة"السيطرة على المخاطر"الاستشارية التي تتخذ من لندن مقراً لها:"الموقف الأمني يتحسن تدريجاً، ومن الواضح ان عام 2004 كان عاماً سيئاً بالنسبة الى الجماعة السلفية للدعوة والقتال بعدما فقدت زعيمها والكثير من اتباعها. لكن القضاء على الخلايا سيكون عملية طويلة". وكان العام الماضي أقل الاعوام دموية وعنفاً منذ بدء الصراع عام 1992. وسقط 668 قتيلاً، نصفهم مدنيون وعسكريون، طبقاً لارقام وسائل الاعلام وبيانات رسمية. وقال المصدر العسكري الاميركي ان"الجماعة الاسلامية المسلحة"هي"في النزع الأخير". لكن"الجماعة السلفية"التي تصفها الخارجية الاميركية بالارهاب والتي تعهدت بدعم"القاعدة"عام 2003 ستظل تشكل خطراً لبعض الوقت مستندة الى التأييد الذي تكسبه من المتضررين من الصراع العنيف الذي امتد طوال العقد الماضي. وامتدح المصدر الاميركي"العمل الرائع"الذي قامت به السلطات الجزائرية ضد الجماعة والتي انهارت تقريبا العام الماضي بموت زعيمها نبيل صحراوي واعتقال مساعده عماري صايفي عبدالرزاق البارا. وذكر المصدر الاميركي ان الضغط الجزائري على"الجماعة السلفية"جاء بنتيجة من بين آثارها ما يشبه"الضغط على معجون الاسنان"ودفع نشاطها الى مالي والنيجر.