كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"ان الرئيس محمود عباس ابو مازن بصدد تنفيذ خطة أمنية شاملة تهدف الى"ضبط الامن"في الشارع الفلسطيني والتوصل الى"هدنة متبادلة"مع اسرائيل. وأوضحت ان هذه الخطة تبدأ باعادة هيكلة اجهزة الامن وتوحيدها وتشمل تكليف اللواء نصر يوسف مسؤولية قوات الامن الوطني ونشرها على طول الحدود و"مناطق التماس"مع اسرائيل. راجع ص 6 و7 تزامن ذلك مع اعلان وزير الدولة الفلسطيني قدورة فارس ان"ابو مازن"وحكومته وجها تعليمات الى قادة الامن تقضي ب"منع كل اشكال العنف"، بما في ذلك شن هجمات ضد الاسرائيليين، مضيفا انه جرى تشكيل لجنة تحقيق في"هجوم المنطار"الذي اسفر عن مقتل ستة اسرائيليين الخميس الماضي. من جانبها، اعلنت اسرائيل انها قررت اعطاء عباس"فرصة اخيرة"من اجل وقف اطلاق الصواريخ على مناطقها. لكن نائب وزير الدفاع زئيف بويم اكد ان الدولة العبرية"لن تنتظر طويلا، انما لايام معدودة"، متوعداً بأنه قد"يضطر"الى قصف احياء فلسطينية"مأهولة... كي يفهم الناس هناك ما لا يفهمونه الان". اما وزير الدفاع السابق، وزير البنى التحتية الجديد بنيامين بن اليعيزر فأقر بأن العمليات العسكرية في قطاع غزة، مهما بلغ نجاحها، لن توقف اطلاق"القسام"، مشيراً الى ان الحل يكمن في"تسريع الانسحاب من القطاع". ومن المقرر ان يتوجه"ابو مازن"اليوم الى قطاع غزة حيث يشرف على تنفيذ سلسلة من الاجراءات العملية في اطار خطة امنية متكاملة لضبط الامن تبدأ باعادة هيكلة الاجهزة الامنية. وسيلتقي في غزة رؤساء الاجهزة الامنية، كما سيلتقي قيادات الفصائل الفلسطينية المختلفة، بمن فيهم قيادات"حماس"و"الجهاد". وتردد امس ان الرئيس الفلسطيني يعتزم دمج"كتائب الاقصى"في اجهزة الامن، الا ان مصادر قريبة منه افادت ان هذا الامر"سابق لأوانه"ويتطلب تنفيذ خطوات مسبقة، وتحديداً الزام اسرائيل بوقف ملاحقتهم، وفتح حوار معمق معهم وتوفير حياة كريمة لهم. وردت الكتائب بأن دمجها في الاجهزة الامنية غير مجد ولن يؤدي الى وقف العمليات ضد اسرائيل. وفي نيويورك، عبر الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان عن"قلق اللجنة الرباعية من التطورات الاخيرة"على الساحة الفلسطينية - الاسرائيلية. وقال ان الرباعية"كان يحدوها الامل بوجود فرصة جديدة من الضروري استغلالها لتنشيط العملية السلمية". وقال للصحافيين لدى عودته من جولة في آسيا:"نبذل ما في وسعنا مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لانعاش العملية ومد المساعدة الى السلطة الجديدة وهي تعمل على اعادة هيكلة القوات الامنية".